هواجس الصمت
أحبكِ , لا تقولي الآن شــــيّا
دعي عينيكِ تفهم ما لديّـــــا
دعي صمتي يرتّل ما أُخبّي
فإنّ الصمت يفهمنــــا سويّـــا
على ألق المساء سـكبتُ روحي
وجئتُ إليــــكِ مفتوناً شـــقيّا
أداعب خصلةً من تِبْر شَعرٍ
وأسهر عند محـــــرابٍ تقيّـــــا
كلصٍّ أســــــتبيح الكرم ليــلاً
لأسرق منه عنقـــوداً شهيّـــــا
أنـام على ذراعكِ مثل طفلٍ
بلا خجلٍ , ولا لومٍ عليّـــــــا
وأطلق في سما عينيكِ سِـرباً
من الأشعار , أسكرَتِ الرّويّــا
أحـــوم كنحلةٍ تجني رحيقــاً
وأشعل في شفاكِ لظىً خفيّـا
وأهطل مثل لحـنٍ من كمانٍ
على صـــــدرٍ يجاذبني حيِيّــا
كأنكِ لم تكوني قبل شِـــعري
وأني لم أكن من قبلُ حيّــــا
فقبلكِ ما عرفتُ سهاد ليــــلٍ
وقبلكِ لم أكن يوماً بهيّـــــــا
وما أحسستُ جمراً في ضلوعي
وما جُرِّعتُ من شــوقٍ حُمَيّا
وحرفي كان كالسيف اليمانيْ
فصار الحرف مطواعاً نديّـــــا
كفرتُ بكل عشـــــــقٍ للغواني
فكيف غدوتُ في عشقي نبيّا ؟
كأن الزهر عرّش في سـطوري
وبين أصابعي تلهو الثّريّـــــــا
وأقمـــاراً تحــطّ بروض قلبي
فترجعني إلى عمري صبيّـــــا
فلا تسَلي إذا جفَتِ القـوافي
أمات الحبُّ , أم أضحى قصيّا؟
سلوتُ هواك ؟ لا لم أســلُ يوماً
فحبكِ قاهـــــرٌ , يبقى عتيّــا
ولو ( فَرْمَتُّ ) قلبي كل يـومٍ
لَظلّ هواكِ فيروساً عصيّــــــا
عبد الكريم سيفو _ سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق