جوريةُ الخدودِ :
جوريةٌ نَبََتت في الخدِ كاللهبِ
والخدُ من بَرَدٍ وضاءُ كالشُهُبِ
يهمي الجبينَ سناءُ البدرِ في خجلٍ
والشمسُ جرأتُها والنجمُ عن كثبِ
عيناءُ في حورٍ والليلُ مقلتُها
ميساءُ في غنجٍ لعساءُ كالعنبِ
كلُ الحسانِ غَيابٌ لو أتَت أبدا
والنجمُ يأفلُ وهي الشمسُ لم تغبِ
كُلٌ كحاشيةٍ في نور طَلّتِها
وهي المتونُ وما في المتنِ من عجبِ
ياليتَ أنّا عن الأنظار في عدمٍ
وفي نُضارِ الهوى جسمينِ في شغبِ
ياليتَ أنّا جناحا نورسٍ طَفِقا
في زًرقةِ البحرِ والأمواجُ في لعبِ
ياليتَ أنّا سحابٌ مثقلٌ ثَمِلٌ
في خمرةِ الغيبِ نُسقى لذةَ الحجُبِ
هاتي بنايِ الهوى يَسقي لظمأتنا
غَنّي صبابتَنا بالعينِ والهُدَبِ
ها قد تراقصَ ما قد كان في يَبسٍ
غصنُ الوصالِ فهاتي رقصةَ الطربِ
فلتصدُقيني رُضابًا منكِ أرشفُهُ
فاليوم صدقٌ وما في الصدقِ من كذبِ
ولتلبَسيني بثوبٍ منك ألبسُهُ
ثوبُ الجلودِ إلى الأجساد ذا طلبي
روحي وروحُكِ قد ذابا بواحدةٍ
كالنارِ شوقًا وما تنفكُ عن حطبِ
بشار خليل الجبوري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق