عد لي ولا تتركني
لا تتركنّي في الضياعِ كأنني
طيرٌ تشرّدَ في الفضاءِ وحيدا
من غيرِ وصلكَ لا حياةَ لخافقي
والفكرُ يصبحُ واهناً وبليدا
عينايَ تنظرُ في الفراغِ كأنها
ترنو لطيفٍ منكَ سارَ بعيدا
ويدي تحاولُ أن تمدَّ أصابعاً
تشكو بصمتٍ جفوةً وبرودا
ليلٌ طويلٌ لا حدودَ لثقلهِ
يلقي بنفسي كربةً وجمودا
والشمسُ إن طلعَت تثيرُ بحرِّها
ألماً يمزّقُ خافقي وصدودا
والخلقُ حولي يحتفونَ بلوعتي
طوراً وطوراً يطلبونَ مزيدا
إذ يحسبونَ بأنني في القعرِ أو
في الجبِّ تذرفني الدموعُ وحيدا
أو أنني في بطنِ حوتٍ أشتكي
مرَّ السقامِ وأستقيهِ شهيدا
يا لهفَ روحي إذ تركتُ بغابةٍ
أمسيتُ فيها مبعداً مطرودا
عد لي بحبٍّ إنني في حاجةٍ
ليديكَ تمسحُ جبهةً وخدودا
عد لي لأشعرَ أنني فوقَ التراب ِ
يغذّني صفوُ الزمانِ وجودا
عد لي لأركضَ مثلَ طفلٍ باسمٍ
بينَ الحقولِ وكي أطيرَ سعيدا
عد لي لتسندَ خطوتي وتمدَّني
بالعزمِ إن كان الصراعُ شديدا
عد لي لأغفوَ تحتَ جذعٍ أخضر ٍ
وأشمَْ منها عابقاً وورودا
عد لي لأتركَ ماضياً مستوحشا ً
وأعيشَ يوماً قادماً وجديدا
د فواز عبدالرحمن البشير
سوريا
٢٠-٧-٢٠٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق