السبت، 7 أغسطس 2021

✨ و كانَ البعثُ✨ بقلم الشاعره... سعيده باش طبجي


 هذه قصّتي مع الشّعْر،عِشتُها حقيقةً و أصُوغُها مَجازا:


               ✨  و كانَ البعثُ✨


في زَمانٍ غابرٍ فاتَ و مَاتْ

في مَكانٍ مَا  بوَادي الذِّكْرياتْ

كنتُ نُورًا في عُيونِ الفجْرِ في

سِحْرِ الأمَاسِي،فِي ليالِي العَتَماتْ

كنتُ ماءً مِنْ نَميرِ القوْلِ في

الأسْحارِ كالشَّّهْدِ الفُراتْ

كنتُ في مَرْج القوافي،أرْشُفُ الشِّعْرَ 

عبِيرًا مِنْ ثُغورِ الزَّهَراتْ

كنتُ فِي فَيْء الأمَاني أنْتَقي الأنْغامَ 

 و الأحْلامَ من نَايِ الرُّعاةْ

كنتُ طفْلا..و نبيًّا..كنتُ أيقونةَ 

حُبٍّ و سَلامٍ....و حَياةْ


                              ✨🌟✨🌟✨


ثم يَوْمًا....كانَتْ التُّفاّحَةُ  المَلآْى 

بِسُمّ الحِقدِ في شَهْدِ العِدَاةْ

فإذَا النَبْضُ جَديبٌ..و إذا الحِبْرُ

 سَكيبٌ و إذا الحَرْفُُ مَوَاتْ


مَارِدُ الأشْعَارِ قدْ نَامَ بنَبْضِي..

في دَهاليزِ القوافِي..سَنواتْ

كان فيها النَّبضُ مَسْخًا..وهَشيمًا

  ونزِيفًا بل رَمَادًا و رُفاتْ

دَمْعةً حَرَّى بعَيْنِ الفَجْرِ تَنسَابُ

 بِخَدٍّ كالجُذوعِ اليابِسَاتْ

شَمْعةً ذابَتْ فلا يَنْهالُ منْها

غيرُ دَمْعٍ و رَمَادٍ و فتُاتْ

غيْمةً في الرُّوحِ ينْهَالُ الأسَى منْها

كأحْمَالِ الدِّماءِ النّازِفاتْ


                            ✨🌟✨🌟✨


ثمّ كَانَ البَعْثُ مِنْ لُجِّ  التّشَظّي

 و التَّهاوي في سَراديبِ السُّباتْ

فآنتَفضْنا منْ رمَادٍ أنا و الأحْلامُ 

و الإلهامُ و النَّبْضُ المَواتْ

مِثلَ عَنْقاءَ  و طِرنَا في الأقاصِي

 سابحاتٍ فوقَ أشْلاءِ الرُّفاتْ

فأنا اليَوْمَ بصَرْحِ الشّعرِ  أخْتالُ

وأهْفُو في بُرُودِ المَلكَاتْ


قِصَّةٌ مِن ألْفِ لَيْلٍ مِنْ حَكايا

 شَهْرزادٍ أو حَكايا السَّاحِراتْ

سِنْدِرلّا نامَتْ العُمْرَ صقيعًا

واسْتَفاقتْ مِنْ تجَاويفِ السُّكَاتْ

قُبْلةٌ مِن ثغْرِ حَرْفٍ..و نَسِيمٌ

و وُرُودٌ مِنْ رِياضِ الكَلِماتْ

أنْعَشتْ نَبْضي فَرَفَّ الحُبُّ مَمْهُورًا

 و مَغْسُولا بِعِطْر النَّغَماتْ

فَوجَدْتُ الشِّعْرَ مَنْضُودًا بِرَفِّ الضَّادِ 

 يَهْفُو فِي انْتِظارِ النَّبَضَاتْ

ووجَدْتُ الأملَ البَسَّامَ يزْهُو 

 مُسْتفيضًا في سِلَالِ الأُمْنياتْ

فأنا اليَوْمَ كأنّي سِنْدبادٌ

 في سَفينٍ يَنْتَشي فِي الغَمَراتْ

غابَ في اليَمِّ سِنينًا ثم ألْقاهُ

 عُبَابُ الشّعْرِ في شَطّ الفُرَاتْ

عادَ و الأشْعارُ في أحْدَاقهِ حُبْلَى

بأحْلامِ الأمَانِي اليَانِعَاتْ

وبِدُرٍّ ونُضَارِ و قُطُوفٍ 

مِن قَوافٍ  عَاشِقاتٍ وامِقَاتْ

و عَقيقٍ و جُمَانِ وشُفُوفٍ

مِن حَريرِ القَوْلِ تَهْفُو فاتِناتْ 


فأنا اليَوْمَ خَميلٌ وعَبيرٌ 

و طُيُورُ و زُهورُ عابِقاتْ

و أنا اليَوْمَ حُقولُ القَمْحِ  تَزْهُو  

في الأمَاسِي بالأمَاني مَائسَاتْ

وأنا اليَوْمَ نُجُومٌ في ليَالي الضَّيْمِ 

تفْري بالقَوافِي الظُّلمَاتْ

و أنا اليَوْمَ دِنانٌ مِنْ نَبِيذِ القَوْلِ

 تَهْمِي  بِالشَّذَا و النَّسَمَاتْ

أنْسِجُ الأحْلامَ  والأنغَامَ والأسْرارَ 

 و الأشْعارَ طَوْقًا للنَّجَاةْ

مِن دِمَقْسِ الحَرْفِ ،مِنْ تِبْرِ المَعاني

و المَغاني ..مِنْ حَريرِ الأُغْنيَاتْ

نَبْضَةٌ في رَحِمِ الكوْنِ 

و في قَلبِ الأماني


                  ...بلْ أنَا اليَوْمَ حَياة✨


           ✨ (سعيدة باش طبجي-تونس)✨

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق