السبت، 7 أغسطس 2021

* مذكراتُ فقيرٍ *بقلم الشاعر...سيد حميد عطاالله


* مذكراتُ فقيرٍ *


سقطَ الفقيرُ بحملِهِ وكيانِهِ

فكبا على ظهرِ الثرى بحصانِهِ


هُدمت مساعيهِ التي لم يبنها 

نعقَ الغرابُ على عصا اركانِهِ


أكلَ البلاءَ بِسَنِّهِ لا سِنِّهِ 

جارَ الطعامُ على سعي أسنانِهِ


جعلَ الأسى جنبًا إلى آهاتِهِ 

عزفَ الخوى جورًا على ألحانِهِ


هَزُلت مطالبُهُ ومات طموحُهُ

وضوى وبات على نضى جثمانِهِ


نَقِمَ الفقيرُ على الحياةِ وزيفِها 

لعبَ الغنيُّ بعهدِهِ وزمانِهِ


جارَ الزمانُ على الضعافِ وبؤسِهم 

خضَعَ الزمانُ لوحشِهِ وسمانِهِ


يصطادُ من ظبي الغنى بسهامِهِ 

لمّا يجد إلّا سقوطَ سنانِهِ


ركبَ النوى كيما يحيطَ بثروةٍ

فَقَدَ الركابَ ولم يحز بعنانِهِ


قَرنٌ من التاريخِ مجّدَ قِرنَهُ

نطحَ الخروفُ وساد في أقرانِهِ


لمّا يجد إلّا الترابَ وسيلةً

هي فرشُهُ والبعضُ من أكفانِهِ


طعمٌ من الفقرِ الشديدِ أمرُّهُ

رَجَفانُهُ استولى على  سيقانِهِ


عُوَزٌ تمكَّنَ كي يكونَ قرينَهُ 

ذاكَ التآلفُ من وحي إدمانِه


بَقيت لديهِ كرامةٌ من سالفٍ 

ماهمَّهُ هذا الجفى بجفانِهِ


ما همَّهُ إلّا الكرامةُ عزةً

إن فازَ يومًا أو هوى برهانِهِ


تَرَكَ الولائمَ إنّها من زيفِهم 

أهلُ الغنى لمّا اختفوا بدخانِهِ


يبقى عزيزًا قد توارثَ سؤددًا 

يبقى كما يبقى عزيزَ مكانِهِ


لم يلوِهِ الفقرُ الشديدُ وغادروا

إلّا الرضا يقضي على اذعانِهِ


وأتى يجرُّ إباءَهُ وعلوَّهُ 

جعلَ الغنيَّ كبغلِهِ وأتانِهِ


هو للغنى حتمًا سيقرعُ بابَهُ 

لكن هنا لمّا يحز بأوانِهِ


أيخونُهُ الدهرُ المحايدُ غيرَهُ

ويجولُ في دنيا بغيرِ خوانِهِ


ليسَ الفقيرُ على الخصاصةٍ مفلسًا

إنّ الفقيرَ كمن طغى بلسانِهِ 


ولقد تراهُ إذا ذكرتَ نقودَهُ

سَجَدَ الفؤادُ فذاكَ من إيمانِهِ


هذا هو المالُ المسيطرُ عنوةً

لعبَ الغنى بعبيدِهِ وقيانِهِ


بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق/ السبت / ٧ /٨ / ٢٠٢١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق