من أغاني المجنون ...
ــ تدخّل واش لدى والد ليلى فأجبرها على مقاطعة المجنون ،
دون أن يعلم المسكين لذلك سببا ..
على لسانه أقول :
.
لا يكتمُ الدّهرُ عشقًا دَكّ وُجــــــدانِي
و لا يُداري عَـــــنِ الأزمـــــانِ أشجانِي
.
و لن يملَّ لسانُ الدّهـرِ منْ وجعِـــي
ذِكـــرى يموج بها في الناس تبياني
.
خلّدتُ ذكــــــــــــــركِ للأزمــــان قافيةً
حـــــــرّى تنوحُ فتشـــجي قلب صوّانِ
.
حتّى النجـــــومُ وبدر الليلِ يحفظُهَا
فكمْ أبوحُ لهــم حـــــــــــرّي و نيرانِي
.
و يحفــظُ النّايُ للأجيــــــــــــالِ مكتئبًا
مليونَ قــــــــــافيةِِ من عذبِ ألحانِي
.
غنّتْ بها زمـــرُ السّــــــــــــــمارِ باكيةً
كــــــــــأنّ أمسِي مديدُُ ليسَ بالفانِي
.
سيخلبُ العشقُ بعـــدِي ألفَ راويةِِ
كــــــــــــــلُُّ يبوحُ بجـــرحِِ فيه حَاكانِي
.
أنا المقـــــــــدّمُ لا عـــرْبُُ و لا عجمُُ
مَا فِي الوجـودِ كمثلِي عاشقُُ عانِي
.
قدْ عشتُ أجرعُ كأسَ الصّدِّ محترقًا
وحدِي القتيلُ فنبضُ القلبِ جافانِي
.
كــــــــــــأنّنِي الرّجسُ منبوذًا يعذّبنِي
و لا يبالِي بأوجـــــــــــاعِي و أحزانِي
.
أدمنتُ هَذا الهوَى المجنونَ مِنْ زمنِِ
و لا يَرى بطـــــرًا كــــأسِي و إدمانِي
.
لوْ كنتِ أنت التي بالعشقِ قدْ بُلِيَتْ
جَبَرْتُ قلبكِ وصــــــــــــــلاً غيرَ منّانِ
.
مَا بـَالُ قلبكِ لا يُصغي لذِي نصبِِ
أبكتْ قـــــــــوافيهِ حـزنًا دوْحَ وديانِ
.
لا يـــــــــــرقدُ اللـــيلَ إلاَّ حينَ ينهكُهُ
يعفُو كمَا الذيبِ فِي أطرافِ عمرانِ
.
و ليْتَ فكْرِي يــــــــولِّي عنكِ ثانيةً
كي استجيبَ لداعِِ بينَ أقـــــــــرانِي
.
فـــــي مقلتيكِ أنا المأسورُ مغتربًا
فهلْ أظلُّ مدىً في أسركِ الجانِي؟
.
أمَا تفكّينَ قَيْدَ الصّبِ آســـــــــرتِي
فيزهرُ الحبُّ يدنِى لغوَ ولــــــــدانِ
.
وتشرقُ الشّمسُ تجلي الغيمَ راقصةً
و يسمقُ النّخلُ يُرْخَى ثمرهُ الدانِي؟
.
بقلم محمد الفضيل جقاوة
في: 19/08/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق