هيتَ لك :
وفي خَدِّها جوريَّةٌ زانَها الندى
وبزغُ صباحٍ في المُحيّا تَهَدهَدا
وقدٌ يميسُ كالغزالِ إذا مَشَت
ورمحًا تراها في الوقوفِ مُعَسجَدا
وعينانِ زرقاوانِ بحرُ نفائسٍ
فياليتني حوتٌ يغوصُ تَصَيُّدا
ولكنَّ مثلي لا يطيقُ لحاظَها
وقد أشهَرَتْ بالمرهفاتِ تَجَرُّدا
فيا ليتََ شعري لو تميطُ لثامَها
فما ضرَ هالٌ بدرَهُ لو تَبَعَّدا
ألا ليتَها دون الأنامِ خليلتي
ويفنى سوانا ما حَيينا مؤبَّدا
فكُلُ نساءِ العالمينَ كَفَرتُهمْ
وجئتُكِ روحًا في هواكِ تَعَبّدَا
وجئتُ سراعًا كالنسيم بصبحِهِ
يَشُقُ الليالي الحالكاتِ مُغِرِّدا
وأيمُ الهوى قد جئتُ صبًا متيّمًا
فجودي وصالا أو أموتُ مُسهدا
وجِئتكِ طيرًا والفؤادُ جناحُهُ
يَرُفُ هُيامًا قد أتاكِ مِن الردى
فحنّت وقالت هَيتَ لك وترنَّمت
بصوتِ خرير الماءِ خذني تَخَلُّدا
بشار خليل الجبوري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق