هذا العمرفوا عجباً لهذا العمرِ يمضي
يمرُّ كما تمرُّ بِنا السّحابُ
سنينُ طفولتي عبِقٌ نَداها
بها الأوقاتُ والخلّانُ طابوا
وكانت لثغَتي بالرّاءِ لاماً
وتُحْرِجُني
ويعذرُني الصِّحابُ
ودارتْ بي الدُّنا ووجدْتُ نفسي
بِمَرْيولي وقدْ بدأَ الشَّبابُ
ضفائِرَ مِن حريرٍ كانَ شعري
عباراتي حديثٌ يُسْتَطابُ
وأُولى رفقتي في درْبِ عِلْمٍ
ويزْهو الأهلُ يهْمي لي الرُّضابُ
وتومِضُ عَيْنُهُ الخضراءُ تَرْنو
إليَّ وقد بدا مِنّي الجوابُ
هُناكَ محطَّةٌ فُجِّعْتُ فيها
وكُنتَ أحبَّ مَن راحوا وغابوا
فِراخٌ يُمْسِكونَ بِذَيْلِ ثَوْبي
فَيا لِلّهِ كَم جلَّ المُصابُ
وراحتْ تِلْكُمُ السودُ الليالي
وفُتِّحَ لي إلى العلياءِ بابُ
وأَبْدَلَهم قوادِمَ بعْدَ زُغْبٍ
وربّي عادلٌ ولهُ أنابوا
وآخِرَ دَوْرةٍ وَهِنَتْ عِظامي
تَآكُلُ رُكْبَتي شَوْكٌ حِرابُ
لَكَمْ أَمَّلْتُ في الدُّنيا ولكنْ
أمانينا بِها حُلمٌ سَرابُ
فما أَنْجَزْتُ مِمّا كنتُ أَنْوي
فذاكَ البومُ ينعقُ والغُرابُ
وما أذْنبْتُ..ربّي..أنتَ تَدري
تَقَبَّلْ تَوْبَتي عَلِّي أُثابُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق