العاشق والخلخال والغجريه
هزي جذوع الورد عند مفاصلي
تتوقد النيران تحت رغامي
ما أروع الغصن الندي إذا مشى
مسك العطور يسيل في الإبهام
خلخالك الغجري يرقص لاهثا
متمايلا في زحمة الأنغام
حسبي أراه إلى الجمال ملامسا
غيد الغصون البيض في الأقدام
ناغت حبيبات العقيق لظلها
وتداعبت في كاحل كهلام
ويدق كعبك كي يجاوبه الصدى
آه تسل الصبر من آلامي
تتدافع الأشواق عبر نواظري
ويزور شيطان الهوى إلهامي
فأغب أغرف من قريض مشاعري
دررا تهاوت كالنجوم أمامي
تتقافز الأفكار فوق أصابعي
شهبا تصب الحرف من أقلامي
وأدوزن الكلمات لحنا ثائرا
فالعشق يقلق راحتي وسلامي
رحماك قلبي كيف يسرقك المدى
ما بين خلخال وكعب نعام
فتغيب تغرق في لظى أبعاده
صورا تضج لبعدها المترامي
ويدور ثوبها أو يطير مرفرفا
بجناحه المختال سرب حمام
ويدور رأسي حول ثوبها بارما
ليغل في الثنيات والأقسام
فإذا به نحو العلاء متابعا
كل اهتزاز فوق غصن نامي
تعدو به النظرات يصعب كبحها
كالخيل إذ جمحت بغير لجام
من يلجم النظرات في آماقها
والحسن يلهب كالجمار عظامي
وأظن أني في الخيال أضمها
ما بين إقدام على إحجام
وأخال أن مشاعري وقد ارتوت
ولها ففاض الكيل حتى جمامي
ورست عيوني فوق يم مدهم
موج تكسر فوق ثلج هامي
ليل وقد أرخى الظلام سدوله
أيد تداعب سدرة الآكام
فتخال كف النور ينسج ثوبه
عند اختراق المزن للأنسام
ظهرت علي...بلفتة من وجهها
وكأن بدرا نوره بتمام
وجه تبدى كالزهور إذا ارتوت
من صبغة الجوري ،او كخزام
والعين د عجاء على رمش سهى
كالحلم عند ركونه لمنام
رمش يفل الصخر من حد له
لصليله قرع لألف حسام
شق الوتين مجرحا ثم استوى
في خافقي فتفتقت أثلامي
والحاجبان كعاشقين تقابلا
وتباعدا لمطالب ومرامي
والثغر ممتلئ ويسهل قطفه
وكأنه حبات توت شامي
والعنق ريم قد تطاول مده
ملك ويجلس فوق عرش غمام
سبحان من صنع الجمال وصاغه
في قالب كالورد في الأكمام.
ورنت إلى بنظرة من عينها
فتصدعت في داخلي أختامي
قد أتبعتها ببسمة من ثغرها
فجمعت في كفي بقايا ركامي
واحترت ما بين العقيق ولؤلؤ
يندو ببارق ثغرها البسام
أودعت قلبي للغرام رهينة
نكست في يم الهوى أعلامي
وتركت عيني ترتوي من حسنها
والصمت يخرس في اللسان كلامي
فالحب كالأقدار يأتي فجأة
ليغل في القلب الخلي الظامي
قدمت قلبي في هياكل حبها
وعذرت آدم واتبعت غرامي.
فريدة توفيق الجوهري ،لبنان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق