قف للمليكة ( الكامل)
قف للمليكةِ بالعريشِ الأخضرِ
فالعنفوانُ عَبيرُها بالمَعبرِ
أصبو لنيلِ القُربِ من مَضمونِها
فهيَ الجَمالُ وتَستقرُّ بخاطري
كل الأناقة في عظيمِ كمالها
وأنا بحبِّ صِفاتِها كالبُحتري
أصفُ الَّذي ألقى بأسلوبِ الوَفا
صِدقَ المَشاعِرِ من شُعورِ المُخبرِ
يا ليتني قربَ الحَبيبةِ دائماً
حتى أراقبَ لاكتساءِ الأشقرِ
مثل الشُّعاعِ يميلُ من لفَتَاتِها
من فوقِ وجهِ سَمَاحَةِ المُتَصَبِّر
وحَواجِبُ السَّيفينِ تحتَ جبينها
فوقَ العيونِ بلمعةِ المُتَبَصِّرِ
والأنفُ لؤلؤةُ الكُنوزِ أريجُها
دُرَرُ المَكامِنِ يستميلُ بمَنظَرِ
عَينانِ لامِعتانِ يكفيني هنا
خَدُّ المُراقِبِ للحَياءِ الأحمرِ
شَفتانِ تَبتَسِمانِ طولَ جلوسِها
ياقوتُ أسنانِ البيانِ الجوهرِ
ناهيك عن جيدٍ يَجودُ بنُطقها
من فوقِ حَرفِ الصَّادِرَينِ بمَصدَرِ
جَلسَت تُقابلني تزيدُ بلوعتي
والبحرُ يَرشُفُ للكلامِ المُبحِرِ
تاهت سُويعاتُ الزَّمانِ تَقَلَّصت
وقتَ الظَّهيرةِ باقتفاءِ المَظهَرِ
فالعَصرُ شارَفَ والطَّريقُ طويلَةٌ
نحوَ المَعاصرِ بانعِصارِ المِعصَرِ
فارقتُها من قبلِ مَغربِ شَمسِها
خلفَ الزُّجاجِ بوهمِها للمُبصِرِ
عادت إليَّ مع اعوِجاجِ قَوامِها
والغُنجُ يملأُ للربيعِ المُزهِرِ
دارَت طواحينُ الهَواءِ بمُقلَتي
حتى ظَنَنتُ الوَصلَ عندَ المُدبِرِ
يبدو استَقَرَّ الصَّيفُ عندَ ضِيائها
من قبلة الإقبالِ فعلُ المُبهِرِ
تلك التي أثبَتُّها ببياضِها
تسري يسيرةُ سيرها للمَيسَرِ
عاد الخريفُ بنقصةِ النَّسغِ التي
تَرمي من الأوراقِ شَكلَ المِسبَرِ
فَنَفيتُ عنها ما أراهُ بناظري
وقَضيتُ عربونَ القديرِ بحيدرِ
زأرت أسودٌ كي تَصونَ مَليكَتي
فوصفتُ إلهامَ البَنانِ بدَفتري
@ بسام علي أحمد @
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق