عذراً نزار..ماتتْ دمشق وماتَ الكأسُ والراحُ
والياسمينُ لفقدِ الراحِ نوَّاحُ
عذراً نزار إذا كانت مكاشفتي
فيها الخنوع ففي الأكباد أرماحُ
وفي العيون دموع الذلِّ تحرقنا
وفي القلوب سكاكينٌ وأجراحُ
ماذا أقول (أبا توفيق) معذرةً
إنِّي حزينٌ وبعض الحزن ذبَّاحُ
هذي دمشق علوج الفرس تسكنها
ورافقتها منَ الرومان أشباحُ
وحمص تجأر في أوحالها غرقتْ
فلا مجيب ولافي الدار سبَّاحُ
يا سيف خالد غيدُ الشام قد سُبيتْ
فهل تعود لأرض الشام أفراحُ
مآذن الشام تبكي حين تسألها
وكم تئنُّ لتلك الحال أرواحُ
و شارع النصرِ مخنوقٌ ويسألنا
أين (الحجاز) وأين الناس ترتاحُ
من أين أبدأُ والآلام تعصرني
ضلَّتْ بلادي وقاد القوم تمساحُ
ففي الجنوب بني صهيون لاعبةٌ
وفي الشمال نذير الشؤم نبَّاحُ
إنِّي أبوح بما ألقى ويؤلمني
جرحٌ قديمٌ وقد أدماه سفّاحُ
فالياسمين ضفاف النهر تقتله
كالعاشقين ضحايا حبَّهم راحوا
والصالحيّة تبكي والبكا ألمٌ
ومن بكاها تعمُّ الكون أتراحُ
كانت دمشق على الأزمان حاضرةً
هيَ الجمال وللتاريخ مفتاحُ
هي الفخار وكم سادتْ حواضرها
وقاسيون لأهل الأرض مصباحُ
كانت دمشق وكان الروح يسكنها
والحبُّ فيها كعطر الليل فوَّاحُ
لكنَّها اليوم يا أحباب عاريةً
تمورُ فيها منَ الأعداء أرياحُ
دمشق أعشقها والحبُّ يُكرمني
والناسُ تنشدها والكأس والراحُ
حسن خطاب سورية جرجناز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق