* سبيلان*
سأعفو واعفو عن غريمي وشاتمي
فأحببتُ أن أُحظى بحسنِ الخواتمِ
ففضُّلتُ مظلومًا أغادرُ دنيتي
وأخرجُ منها للقا غيرَ ظالمِ
وأيُّ قرينٍ جرَّني، منه تائبًا
فغيرُ حميدٍ من توقّى بآثم
فإن جفَّ غصنٌ ينبغي أن تقصَّهُ
وإلا ستمسي يابساتِ البراعمِ
مغانمُ إن تبغي هناكَ كثيرةٌ
فليس سوى الإيمانِ حلو المغانمِ
أذا خلتَ أنَّ المالَ صاحبُ جنّةٍ
به النارُ لُفّت مثلَ لفِّ الخواتمِ
وكلُّ بهيٍّ أتلفَ الدودُ وجهَهُ
ببيتٍ به يقضي على كلِّ ناعمِ
به غيرُ ما يرضي الألهَ كزكوةٍ
تزكَّيتَها من رغبةٍ غيرَ نادمِ
وتلكَ حياةٌ لا تسيرُ برشدِها
ولكنّها تمشي بهذا التناغمِ
هو الدهرُ قضّامًا فإن طالَ لم يزد
على المرءِ إلا من أكولٍ وقاضمِ
فتاجر مع اللهِ العظيمِ تجارةً
فخيرُ زبونٍ عندَهُ خيرُ طاعمِ
وإياك أن تشكو الهمومَ وآهَها
فإنَّ جزاءَ اللهِ في كلِّ كاظمِ
سيكشفُ عن فحوى القلوبِ وسرِّها
فكم من شريفٍ صائمٍ غيرِ صائمِ
وكم من تقيٍّ كاذبٍ حيثُ يدّعي
كمالاتِ قلبٍ، ما جواهُ بسالمِ
فلا عهدَ أو ميثاقَ قد واثقوا به
فأيُّ غشومٍ ها هنا كالبهائمِ
فلا الغفلةُ الملقاةُ في القلبِ تُرتجى
وليس سبيلُ المتَّقينَ بنائمِ
وليس هنا المهزومُ من حيقَ حقُّهُ
ولكنَّ يومَ الدِّينِ يومُ الهزائمِ
لمن شطَّ فاعلولى على حقِّ غيرِهِ
يُسلِّبُ تيهانًا كسنخِ الجرائمِ
فمن سادَ في حكمِ العبادِ تعسّفًا
وجارَ على جارٍ وكانَ كظالمِ
يُعتَّب عتابًا ليس فيه هوادةٌ
ويؤخذ شديدًا من حسيبٍ وقاصمِ
يُدمدمهُ الربُّ العظيمُ بعدلِهِ
ويسقيهِ كأسًا مثلَ لونِ الدُّمادمِ
ومن يرعوِ يومَ التنادِ مخافةً
يهُدّأ بروعٍ آمنٍ غيرِ صادمِ
ويلقَ اتِّساعًا في جنانٍ عريضةٍ
يُطافُ بكأسٍ من مزيدِ المكارمِ
فذلك يومٌ ابتدى ليسَ عابسًا
فأكرم بما أُهدى بيومِ التزاحمِ
بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق/ الخميس/ ٢٨/ ١٠/ ٢٠٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق