* من ذنوبٍ شتّى*
أنَّ قلبي لهُ وزادَ اعتكافا
لبس الصومَ والصلاةَ التحافا
في الليالي إليهِ تعرجُ روحي
فتتمُّ الوقوفَ ثم الطوافا
هكذا القلبُ حين يقصدُ ربًّا
في خشوعِ الفؤادِ تلقى ارتجافا
إنّما المرءُ في حضورِ إلاهٍ
طرَّزَ الحبَّ في الضلوعِ ورافا
تُقبِلُ الروحُ في الصلاةِ إليهِ
للعلي القديرِ تُبدي اصطفافا
كلُّ قلبٍ ينتمي إليه مصونٌ
في اختلافٍ تراهُ فيه اختلافا
إنَّ عبدًا يذوبُ بينَ السجايا
ليتَهُ تم شكرَهُ ثم وافى
حصحصَ الحقُّ في ثبوتِ النوايا
وتلقّى على يديهِ العفافا
إنَّهُ الحرثُ والبذارُ بذارٌ
احرثِ الآنَ كي توفّى القطافا
فإذا رمتَ تبذرُ كلَّ خيرٍ
تحصدُ النفسُ في الأخيرِ ائتلافا
كفكفَ الدمعَ في ربوعِ وصالِ
شتَّتَ الذنبَ في يديهِ وكافا
ذاكَ إبليسُ يلمزُ الناسَ قبحًا
شذّبَ القبحَ كي يسيغَ انحرافا
منذُ أن آدم الحزينُ تلوّى
في ربا الأرضِ حيث لاقى انحرافا
حيثُ ألفى الجنودَ تلمزُ فيه
حينَ في الأرضِ ذاقَ ذاكَ الجفافا
إنَّ من يدرأُ الذنوبَ شجاعٌ
عندَ ربِّ الوجودِ لا لن يخافا
في الوجودِ الكبيرِ للهِ شأنٌ
هكذا اللهُ مدَّنا ألطافا
فإلى اللهِ تقبلُ النفسُ طوعًا
حيثُ قال اقبلوا ثقالًا خفافا
في سويداءِ القلوبِ تألفُ ربَّا
لفَّهُ الشوقُ هكذا الفافا
إنَّ من يصنعُ الذنوبَ تراهُ
زادَهُ الذنبُ في العيوبِ انكسافا
من ذنوبٍ جنى فشتّى ذنوبٍ
أوجسَ العبدُ رهبةً ثمَّ خافا
إنَّ من يدنو من العزيزِ سيلقى
شاهدًا عدلَ من قضى انصافا
إنّني هاهنا إلهي لئيمٌ
قد تعدَّيتُ ثم زدّتُ انجرافا
إنّني طالبُ عفوَ ربٍّ رحيمٍ
حيثُ يرعى الورى ويرعى الضعافا
بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق/ الإثنين/ ١١/ ١٠/ ٢٠٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق