تخميسي لقصيدة المتنبيمع عصرنة موضوعها
----------------------
صفحتُ وبعضُ الصفحِ للصفحِ صادِمُ
وكــم جـانـفَ الـعـفوَ الـمـكانُ الـملائمُ
ومَـن ظـنَّ كـلَّ الناسِ كالبعضِ ، واهِمُ
عـلـى قــدرِ أهـلِ الـعزمِ تـأتِي الْـعزائمُ
وتــأتـيْ عـلـى قــدرِ الـكـرامِ الـمـكارمُ
يُــحَـدِّدُ تـصـنـيفَ الـرجـالِ اخـتـبارُهَا
ويَـكْـشِفُ مــا يُـخـفِي دُجـاهـا نـهارُهَا
فَــيُـعْـرَفُ عـالِـيْـهـا ويُــعـرفُ غَــارُهَـا
و تَـعْـظُمُ فــي عـينِ الـصِّغارِ صِـغارُها
وتـصـغُرُ فــي عـيـنِ الـعظيمِ الـعظائمُ
أرى وطــنًــا يـشـكُـو إلـــى اللهِ غَــمَّـهُ
فـقد أرخـصَ الـتشتيتُ والـوهنُ دَمَّـهُ
و كــــانَ إذا الأمــــرُ الـعـظِـيـمٌ أهَــمَّـهُ
يُـكَـلِّفُ سَـيـفُ الـدَولَـةِ الـجَـيشَ هَـمَّهُ
وَقَـد عَـجِزَت عَـنهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ
يَـهـابُ أقـاصـي الـعُـجْمِ شِــدَّةَ بـأسِـهِ
رمـى اللهُ جَـيشَ الـرُّومِ مـنه بِـنحسِهِ
أمــيــرٌ رضــــاءُ اللهِ غــايــةُ هـجْـسِـهِ
وَيَـطـلُبُ عِـنـدَ الـناسِ مـا عِـندَ نَـفسِهِ
و ذَلِــــكَ مـــــالا تَــدَّعـيـهِ الــضَـراغِـمُ
و بـــورك شـعـبٌ لازَمَ الـنَّـصرُ سـاحَـهُ
بِــغَـزَّةَ لـــم يَخْـفِـضْ هـوانًـا جَـنـاحَه
فـــرافـــقَ تــأيــيـدُ الإلـــــهِ كِــفــاحَـه
يُــفَـدِّي أَتَـــمُّ الـطَـيـرِ عُــمـراً سِـلاحَـهُ
نُــســورُ الــمَـلا أَحـداثُـهـا وَالـقَـشـاعِمُ
أقــولُ و بـعـضُ الـبعضِ قـامَ بـواجبِ
مُـغَـالـبُ جــيـشِ اللهِ لــيـسَ بـغـالـبِ
فـمـا ضــرَّ بـاقـي الـكُلِّ جُـبْنُ الأرانـبِ
ومــاضـرَّهـا خَــلــقٌ بــغـيـرِ مــخـالـبِ
وقــــد خُــلـقَـتْ أسـيـافُـهُ والــقـوادِمُ
و يـــا عــاهِـلًا حـــازَ الـطـبائعَ شَـيْـنَهَا
بـــه نــالـتِ الأعـــداءُ لـلـغـزوِ عَـوْنَـهَـا
فـأفـقدَ ذاتَ الـطُّـهرِ والـصَّونِ صَـوْنَهَا
هَــلِ الـحَـدَثُ الـحَـمراءُ تَـعـرِفُ لَـونَهَا
وَتَــعــلَــمُ أَيُّ الــسـاقِـيَـيْـنِ الــغَـمـائِـمُ
إذا أُســرِجَـتْ لـلـحـقِّ ظــهـرُ خُـيـولِـهِ
و لـبَّى حِـمَى الإسـلامِ جـيشُ رسـولِهِ
لِــــصَـــدِّ عــــــدُوٍّ رامَـــهَـــا بــفُــلُـولِـهِ
سَـقَـتْـها الـغَـمـامُ الــغُـرُّ قَــبـلَ نُــزولِـهِ
فَـلَـمّـا دَنـــا مِـنـهـا سَـقَـتْـها الـجَـماجِمُ
وأحــمــقُ غـــازٍ فـــي مـغـازيْـهِ يَـمَّـنَـا
غـــزا قَـلـعَـةً ، لـلـمـعتديْنَ بِــهَـا الـفَـنَا
بـنـاهـا بِــنَـا الـبـانِـيْ فـأحـكَـمَهَا الـبِـنَـا
بَـنـاهـا فَـأَعـلـى والـقَـنـا تَــقـرَعُ الـقَـنا
ومَــــوجُ الـمَـنـايـا حَــولَـهـا مُـتَـلاطِـمُ
ولــو أنَّ لـلـمسرى مـغـازيْهِ قـد نَـحَتْ
لأفــلـحَ فـيـهـا ، أو مـغـازيْـهِ أفـلـحَـتْ
ولــكـنْ بِـرامِـيْـهَا مـرامِـيْـهِ أفـصَـحَتْ
وَكــانَ بِـهـا مِـثـلُ الـجُنونِ فَـأَصبَحَت
ومِـــن جُــثَـثِ الـقَـتلى عَـلَـيها تَـمـائِمُ
ويــا عـاهـلًا لــو كـنـتَ تـمْلِكُ ، قُـدتَّهَا
إلى المسجدِ الأقصى وكنتَ اسْتَعَدتَّهَا
و عُــرْبًــا أمــيـرَ الـمـؤمـنينَ وجَـدتَّـهَـا
طَـــريــدَةَ دَهْــــرٍ ســاقَـهـا فَــرَدَدتَّـهَـا
عَـلـى الـدِّيْـنِ بِـالخَطِّيِّ و الـدَّهرُ راغِـمُ
لسانُكَ ..، مـا للـحقِ سـيـفًـا شَـحَـذْتَـه
و عـمـرُكَ .. ، مـا للـهِ قـصـرًا حَــذَذْتَـهُ
و مالُكَ...، مــــا للـبـرِّ كُـنـتَ اتَّـخَـذْتَـهُ
تُـفِـيْـتُ الـلـيـالي كــلَّ شــيءٍ أخـذتَـهُ
وهُـــنَّ لــمـا يــأخـذْنَ مِــنـكَ غـــوارِمُ
وعــمـرَك لا تـرخِـصْـهْ إن كـنـتَ بـائِـعَا
فـمـا أرخَـصَ الأعـمارَ كـالوقتِ ضـائعَا
و يا صاحبَ التسويفِ إن كنتَ سامِعَا
إِذا كـــانَ مـــا تَـنـويهِ فِـعـلاً مُـضـارِعَا
مَـضـى قَـبلَ أَن تُـلقَى عَـلَيهِ الـجَوازِمُ
هـنـا أُمَّــةٌ مـهـما بــرى الـوَهْنُ عَـظمَهَا
تعافتْ وعَـادتْ ضِـعفَ مـاكان حجمَهَا
فـقد حـرَّمَ الـباري على الموتِ جسمَهَا
فكـيفَ تُـرَجِّي الـرومُ والـفرسُ هدمَها
وذا الـطـعـنُ آســـاسٌ لــهـا و دعــائـمُ
وقــد أغـضـبـوها ، فـالـردودُ قـواصِــمُ
وأجـســادُهــم لـلـحـائـمـاتِ و لائِـــــمُ
وقــــد جــرَّبـوهـا ، فــالـدروسُ تـوائِـم
وقـــدْ حـاكـمـووها والـمـنـايا حـواكِـمُ
فـمـا مــات مـظـلومٌ ولا عــاش ظـالمُ
أيـــا قــاهـرَ الأعـــدا و يَــا مُـسْـتَكِنَّهُمْ
رقـــادُك فِـيْـنَـا أسَّـــدَّ الــيـومَ جُـبْـنَهُمْ
فـهاهم أولاءِ الْـ كُـنتَ حـقَّرْتَ شـأنَهُمْ
أتـــــوكَ يــجُــرُّونَ الــحـديـدَ كــأنَّـهُـمْ
ســـــرَوْا بــجــيـادٍ مــالــهُـنَّ قـــوائــمُ
غــزَتْـك بــهـم أرضُ الأعــاجـمِ تـنـقُـمُ
وأحـقـادُهـم بـالـشـر تـضـرى وتـضـرَمُ
غـــزاةٌ بــهـم لـلـشـرِ سِـيْـقَـتْ جـهـنَّـمُ
إذا بـرَقُـوا لــم تُـعْـرَفِ الـبـيضُ مـنـهمُ
ثــيـابـهـمُ مِـــــنْ مــثـلِـهـا والــعـمـائِـمُ
وُجُــودُك ،فـي مَـنفى الـوُجودِ مـلَفُّهُ
فـهلْ مِـنْ جُـنونٍ يـملأُ الكونَ عَصْفُهُ
قِــوَاهُ خـمِـيسٌ غـضبةُ الـحقِّ عُـنْفُهُ
خميسٌ بشرقِ الأرضِ والغربِ زحْفُهُ
و فـــي أذُنِ الــجـوزاءِ مــنـهُ زمــازِمُ
فـقدنا الـهدى مـن بـعدِ عـلمٍ وحكمةٍ
وكـنَّـا لـهـذا الـكـونِ مـصـباحَ ظُـلـمةٍ
لـنـا الأرضُ دانــتْ فــي ولاءٍ وكِـلمةٍ
تــجـمَّـعَ فــيــه كــــلُّ لِــسْـنٍ وأُمَّـــةٍ
فــمـا تُـفـهِـمُ الــحُـدَّاثَ إلّا الـتـراجِمُ
وهـذا زمـانٌ بـاقَ فـي الـجارِ جـارُهَ
و بـــاعَ (جُــحَـاهُ) بـالـمزادِ حِـمـارُهُ
فـأصــبـحَ وصــفًـا لـلـتـفاخُرِ عــارُهُ
فــلـلَّـهِ وقـــتٌ ذوَّبَ الــغِـشَ نـــارُهُ
فــلـم يــبـقَ إلا صـــارمٌ أو ضـبـارِمُ
تـصدَّعَتِ الآسـاسُ وانـهارتِ الـبُنَى
تـسَـعَّـرَتِ الأيـــامُ بـالـمـوتِ والـفَـنَا
تـقـطَّـعَتِ الأسـبـابُ لـلـسِّلمِ والـبِـنَا
تـقـطَّعَ مــا لا يـقـطعُ الــدِّرعُ والـقَنَا
وفــرَّ مِــنَ الأبـطـالِ مـن لا يـصادمُ
لـياليْ سَـمَا هُـوْجِ المَنَايا العواصفِ
لـسانُ وَغَـاها تحتَ جَمْرِ القواصفِ
يـقولُ وحـظٌّ فـي الـنجاةِ مُـحَالفِي
وقَـفْتَ وما في الموتِ شكٌّ لواقفِ
كـأنَّك فـي جَـفنِ الـرَّدى وهْـوَ نـائمُ
هـنا الـموتُ يُـغْشَى بـالمَنَايَا نَـهِيْمَةً
تُــنـيْـلُ الأعـــادي لـلـسـباعِ وَلِـيْـمَـةً
فـيـالَكَ مــن شـعـبٍ أشــدَّ شَـكِيْمَةً
تـمـرُّ بــك الأبـطـالُ كَــلْـمَى هـزيـمةً
ووجــهُـك وضَّـــاحٌ وثـغـرُك بـاسِـمُ
وقـلتُ: عرينُ الأُسْدِ يخلو من المَهَا
ومَـنْ يَتَـنَـزَّهْ في مَـحَـارِمِـهِ انْـتَـهَـى
فـــرَدُّوا: بِـهُـزْءٍ أيُّــهـذَا الــذي نَـهَـى
تـجاوزتَ مـقدارَ الـشجاعةِ والـنُّهَـى
إلـى قـولِ قـومٍ أنـتَ بـالغيبِ عـالمْ
فـكـان مــآلُ الـطـيشِ كَـرْبًـا وغُـمَّةً
على مَنْ بِهِ زُمُّـوْا ، و سِيْمُـوا مَذَمَّـةً
ويــا أجَـمًـا ، لـم تَـأْلُ أُسْـدَك تُـخْمَةً
ضممْتَ جناحَيْهم على القلبِ ضمَّـةً
تـمـوتُ الـخوافي تـحتَها والـقوادِمُ
فـلم يـحْضَ مـنهمْ بـالنجاةِ مُطالِبُ
ولا فـــازَ مـنـهـمْ بـالـسلامةِ هــاربُ
لَوَيْتَ بـهم كالمـوجِ ، والبحرُ غاضبُ
بـضَربٍ أتـى الهاماتِ والنصرُ غائبُ
وصــارَ إلــى الـلَّـبّاتِ والـنصرُ قـادمُ
أباحوا دماهم حيثُ أنتَ اسْتَبَحتَها
وأجـسادَهم عـبءَ الرؤوسِ أرَحْتَها
فـبـاتـتْ جُـــزورًا لـلـسباعِ ذبَـحْـتَها
حَـقَـرْتَ الـرُّدَيْنِيَّاتِ حـتَّى طـرحتَها
وحـتـى كـأن الـسيفَ لـلرمحِ شـاتِمُ
وحامٍ بغيرِ السيفِ مَحْمَاهُ ، ما حَمَى
و رامٍ بـغيرِ الـسهمِ مـرماه ، ما رَمَى
ومَنْ يَمْتَطِرْ نصرَ السياسةِ ، ما هَمَى
ومَــنْ طـلـبَ الـفـتحَ الـجليلَ فـإنَّمَا
مـفاتيحُهُ الـبيضُ الخِفَافُ الصوارِمُ
رأوا نومَك الـيقظانَ فـي وَهْمِ ثقْلِهِ
فـساقوا إلـى مَـحْمَاكَ جَـيْشًا كَـنَملِهَ
فــلـمَّـا دنــــا مــنـهُ يــنُـوءُ بـحِـمْـلِه
نـثـرْتَـهـمُ فــــوقَ الأُحَــيْــدِبِ كُــلِّـهِ
كـما نُـثِرَتْ فـوقَ الـعروسِ الدراهِمُ
أتَــــوْكَ كــمـا شـــاءَ الإلـــهُ وقـــدَّرا
فباغَتَّهُمْ كالسيلِ في محبسِ الثَّرَى
وأغْـشَيْتَهم لُـجًّا مـن الـموتِ أحـمَرَا
تدوسُ بك الخيلُ الوكورَ على الذُّرا
وقـد كَـثُرَتْ حـولَ الوكورِ المَطاعِمُ
ذراعَــك يـا عـبـدَ الأعـادي ، بـتَـرْتَها
وأمــوالَـكَ الـكُـبـرى هــبـاءً نَـثَـرْتَـهَا
وجـنـدَك يا أشـقى الجُنَـاةِ ، نـحَرْتَهَا
تَــظُـنُّ فِـــراخُ الـفَـتـخِ أنَّــكَ زُرْتَـهَـا
بـأمَّـاتِـها و هْــيَ الـعِـتَـاقُ الـصَّـلادِمُ
نـوايـاكَ بـانـتْ مُــذْ نُـشُـوءِ جَـنِيْنِهَا
وفَــتْـواك كَـــفُّ الـسـامريِّ بِـطِـينِهَا
فـكنْتَ بـها، الأرزا وحـادي ظَـعِيْنِهَـا
إذا زَلـــفَــتْ مـشَّـيْـتَـهَـا بِـبُـطـونِـهـا
كـمـا تـتمشَّى فـي الـصعيدِ الأراقِـمُ
أقولُ ومـاطبـعيْ بقـولِي التَّهَـكُّــمُ
إذا صَـحَّ أنَّ الـدهــرَ حـقًّــا مُـعَـلِّمُ
و تكرارُ فـعـلُ الشيءِ بالفعلِ مفْهِمُ
أفــي كـل يـومٍ ذا الـدُّمُسْتُقُ مُـقْدِمُ
قـفـاهُ عـلـى الإقــدامِ لـلـوجهِ لائِــمُ
أيُـنكرُ رعبَ الموتِ حتَّى يسُوقَهُ ؟!
وأفـعى الـفلا حتى يكونَ لَصِيْقَهُ ؟!
وشَيَّ اللَّظََى حتى يعيشَ حريقَهَ ؟!
ويُـنكرُ ريـحَ الـليثِ حـتى يذوقَهُ ؟!
وقـد عـرفتْ ريـحَ الـليوثِ البهائمْ !
ألـــمْ يـتـعـلمْ مِـــن تــجـاربِ دهــرِه
ومـــا عـرفـتْـهُ الــحـربُ إلا بـظَـهرِهِ
و قُــبْـلُ ســـواهُ فــي وِقـايـةِ دُبْــرِه
وقــد فـجـعتْهُ بِـابْـنِهِ وابْــنِ صِـهـرِهِ
وبـالـصِّهرِ حـملاتُ الأمـيرِ الـغواشمُ
تـبَـدَّى كـمـثلِ الـليثِ فـي أعْـيُنِ الـظُّبى
وأشـــهــرَ لـلـهـيـجـاءِ نـــابًــا ومــخـلـبَـا
فــلــمـا رآى الآســـــادَ بــالـمـوتِ وُثَّــبَــا
مضى يشكرُ الأصحابَ في فوتِه الظُّبى *
بـــمــا شـغَـلَـتـها هــامُـهـم والـمـعـاصِـمُ
دعــــا جُــنـدَهُ لـلـمـوتِ حــتـى لَـقِـيْـهِمُ
فــكـانَ لــسـانُ الــحـالِ مِــمَّـا غَـشِـيْـهِمُ
يـــقــولْ لأفـــــواجِ الــمـنـايـا خُــذِيْـهِـمُ
ويــفـهـمُ صــــوتَ الـمـشـرفـيةِ فــيـهِـمُ
عــلـى أنَّ اصـــواتَ الـسـيـوفِ أعـاجـمُ
حدَاهُم لِخَوضِ الحربِ حادي ضلالةٍ
فـــأَوْرَدَهُــم فــيـهـا لأســــوأِ حــالــةٍ
غــدا الـفوزُ بـالإفلاتِ خَـوْضَ بَـسالةٍ
يُــسَــرُّ بــمــا أعــطــاك دونَ جـهـالـةٍ
ولــكـنَّ مـغـنـومًا نــجـا مـنـكُ غـانـمُ
مُـحَـمّـدَ كـُــلِّ الــكَـوْنِ ، يانُـورَ نُــورِهِ
وبـهـجـتَه الـكُـبـرى وضَــوْعَ عَـبِـيْـرِهِ
بـخـيْـلِكَ دُكَّ الـظُّـلـمُ فـــوقَ وُكُــورِهِ
ولــسْــتَ مـلـيـكًا هــازمًــا لـنـظـيـرِهِ
ولــكِـنَّـك الـتـوحـيدُ لـلـشـركِ هـــازمُ
بِـمِـلِّـتِـكَ الــغــراءِ قــامــتْ شـريـعـةٌ
لـهـا أهــلُ نـصـرِ الله والـفتحِ شِـيْعَةٌ
وعَـــزَّتْ بِــسُـورٍ فَـهْـيَ فـيـه مَـنِـيْعَةٌ
تَــشَــرَفَ حَــمْــدانٌ بــــهِ لا رَبــيـعـةٌ
وتـفـتـخرُ الـدنـيـا بـــه لا الـعـواصـمُ
عــدُوُّكَ مـخـذولُ الـلِّــواءِ أشَـــظُّــهُ
ودِيــنُـكَ مـكـفـولٌ مِــنَ اللهِ حـفـظُهُ
وشـعريَ لـم يَـخْذُلْهُ في الفخرِ حظُّهُ
لـك الـحمدُ فـي الـدُّرِ الـذي ليَ لفظُهُ
فـــإنَّــكَ مُــعْـطِـيْـهِ وإنِّـــــيَ نــاظــمُ
ويــا وطـنـي نـبـضيْ بـحبِكَ قـد لَـغَـا
وحـرفيَ مـسلولٌ عـلى كلِّ مَن طغى
فــإنَّــكَ بــعــدَ اللهِ أعــظـمُ مُـبْـتَـغَى
وإنّيْ لَـتَعْدُو بي عطاياكَ في الوغى
فـــلا أنـــا مــذمـومٌ ولا أنـــت نــادمُ
دمُ الــحُــرِّ مــحْـمِـيٌّ حِــمَــاهُ بِـبَـذْلِـهِ
و بَيْعُ الـحِـمَى بِـالبَخْـسِ سهـلٌ لِنذْلِـهِ
فــلِـلـهِ مَـــن لــبَّـى اسـتـغـاثَةَ رمــلِـهِ
عــلــى كــــلِّ طــيَّـارٍ إلـيـهـا بِـرْجْـلِـهِ
إذا وقـعـتْ فــي مـسـمَعَيْهِ الـغـماغمُ
ولـــلــهِ مـــجــدٌ بـالـشـهـادةِ خُــلِّــدَا
تــقـدَّسَ مـوتُ المُفْتَدِيْ فـيـه مُـفْتَدَى
أقـولُ وحـرفي سُـلَّ سيفًا على العِدا
ألا أيُّـهَـا الـسـيفُ الـذي لـيسَ مُـغْمدَا
و لا فــيـه مُـرتـابٌ ولا مـنـه عـاصـمُ
بِــحــدِّك نــصــرُ الله لــلـحـقِّ أقْــبَـلا
بـــه كــنـتَ مــأمـولًا وكـــان مُـؤَمَّـلا
وسِـيْمَ عـدُوُّ اللهِ بـالخزيِ فـي الـمَلا
هـنيئًا لـضربِ الـهامِ والـمجدِ والعُلى
وراجــيْــكَ والإســـلامِ أنَّـــكَ ســالـمُ
فـكيفَ وأنـتَ الـسيفُ لـلحقِ مُـنتقى
وأنـتَ عـن الأسـلامِ تـضرِبُ والـتُّقى
بِـتــأيِـيْـدِ نـــصــرِ اللهِ ألا تُـوَفَّــقَـا
ولِـمْ لا يـقي الرحمنُ حدَّيْكَ ما وقى
وتـفـلـيقُـهُ هـــامَ الــعِـدا بـــكَ دائـــمُ
.............
* الظُّبَى : جمع ظُبَة وهي حد السيف
والظبى في الشطر الأول جمع ظبية وهي الغزال لذلك لا يوجد تكرار في القافية لاختلاف المعنى
-------------
محمد صالح العبدلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق