روضة الايمان**
يارَوْضَةَ الإيمانِ ما أنْداكِ
عِطْرُ الْجَنائِنِ مِنْ نَسيْمِ رُباكِ
*
ألخُلْقُ طَبْعُكِ قَدْ تَطَيَّبَ بِالنُّهى
وَالطُّهْرُ أَرْضُكِ وَالوَفاءُ سَماكِ
*
يامُسْتَقى نُبْلِ الْمَشاعرِ قَبْلُها
لِلدّيْنِ قَدْ رَضَخَتْ رِقابُ هَواكِ
*
وَجْهٌ حَوَيْتِ عَفافَهُ وَجَمالَهُ
سُبْحانَ مَنْ قَدْ بِالْحَياءِ حَباكِ
*
وَالثّغْرُ صِدْقٌ تَنْطِقيْنَ بِبَعْضِهِ
وَالصَّمْتُ أَبْعاضٌ يَزيْنُ لَماكِ
*
يا أَجْمَلَ الْأَزْهارِ مِنْكِ حَدائِقي
ما أَشْرَقَتْ شَمْسي بِها لَولاكِ
*
وَاللَّيلُ يَضْرَعُ في مَنازِلِ بَدْرِهِ
لَوْ هَلَّ مِنْ فَلَكِ الشُّموسِ ضِياكِ
*
أَنْتِ الرَّؤوْمُ وَأَنْتِ مَسْكَنُ حُبِّنا
سِرُّ الدَّماثَةِ مِنْ صَفاءِ نُهاكِ
*
ألْحُبُّ يَكْتُبُ في جَوانِحِ حَنْوِهِ
أَنْ تَثْمُليْهِ بما يَجوْدُ رِضاكِ
*
وَالْخَيْرُ يَعْلمُ أَيَّ كَفٍّ قَدْ نَدا
إِنْ مُدَّ لِلْفُقَرا ضُحىً كَفّاكِ
*
وَالسِّنُّ عِنْدَكِ ضاحِكٌ مُتَكَلِّمٌ
إِنْ جاءَ ضَيْفٌ يَقْتَري يُمْناكِ
*
وَالصَّبْرُ بَحْرٌ تَمْلُكِيْنَ سَماءَهُ
كَمَليكَةِ الْمَرْجانِ وَالْأَفْلاكِ
*
وَالْحِلْمُ صُنْوُ الصَّبْرِ فيْكِ تَعانَقا
بَزَّ النِّساءَ بِجَمْعِها عِطْفاكِ
*
ألنّائِباتُ عَلى سَماكِ تَلاحَقَتْ
فَتَمالَكَتْ كَالْعُنْفُوانِ خُطاكِ
*
يا أمِّ يا صَبْرَ الْعَقيْلَةِ في الْوَرى
يا دَمْعَةً فاضَتْ بِها عَيناكِ
*
تَتَعَبَّديْنَ بِحُبِّ آلٍ لِلنَّبيْ
فَإِذا خُطى الزَّهْراءِ نُوْرُ هُداكِ
*
لِلهِ دَرُّكِ مِنْ حَليْلةِ قَسْوَرٍ
أُمُّ اللِّيوثِ لَتَسْتَمِدُّ حِماكِ
*
شِبْلاكِ في ُسُوحِ الْوَغى أُسْتُشْهِدا
غَيْرَ الدُّعا لَمْ تَهْجُري حاشاكِ
*
كَمْ أَعْوَلَتْ أَرْواحُنا وَتَعَفَّرَتْ
لَمّا الْقَضاءُ مَضى إِلى مَثْواكِ
*
إِنْ رُمْتُ بَعْدَكِ في حَياتي قُرَّةً
لا ما وَجَدْتُ مِنَ النِّساءِ سِواكِ
*
ضمد كاظم الوسمي
العراق
* بمناسبة الذكرى السنوية لوفاة والدتي رحمها الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق