دمع القصيدة
ودّعتُ روحي , كما ودّعتُ قافيتي
ما عــاد للشِّــعر معنىً يا معذّبتي
ما عاد للحرف وهـجٌ ،بعد أن رحلتْ
عيناكِ عنه , وقد غادرتِ مملكتي
كنتِ الحياةَ , وما لي والحيـاةِ إذا
بعدتِ عني ؟ وتاهت كلّ أســئلتي
الحبّ بعدكِ ذكـــرى , ليس لامرأةٍ
في خافقي من مكانٍ , أو بـأوردتي
والحبّ دونكِ أحـــــلام مؤجَّلةٌ
فمنْ سواكِ لهذا الشِّعر ملهمتي ؟
يا أنتِ , يا ماء روحي لم يعُدْ أمــلٌ
فات القطار , ولن نحظى بمعجزةِ
واغتلتُ قلبي , فلا أحتاجه أبــداً
ما نفع قلبٍ بلا حبٍّ ؟ ولا امـرأةِ
ما عاد وجهكِ يدعوني لأحضنـه
أو عاد لاسمكِ تردادٌ على شفتي
ولْيرحلِ الليـل , ذاك الكان يحملني
إلى رباكِ , وكم وجّهتُ أشـــرعتي
حتى الصباح ثقيلٌ ,حين يشرق لي
وأنتِ تغفين في فكـري , وأخيلتي
وللقصيـــدة دمـــــعٌ حين أكتبها
لمنْ أقول : صبـاح الخير فاتنتي ؟
لمن سأجمع نجماتٍ ؟ وأرســـــلها
عقداً من الشوق ,والقبلاتِ سيّدتي
وما أقول لصحبٍ راح يســــألني
ماذا كتبتَ لليــلى ليلَ بارحـــةِ ؟
ماذا أجيب ؟ فلا ليــلى تؤانسني
ولا الفؤاد ســـلا جرحاً بخاصرتي
أخبّئ الآه , والغصّاتِ في كبــــدي
لا قول يسعفني ,والحزن في لغتي
أخيط جرحي بصمتٍ عـلّ أكتمه
فلا أعـود إلى الماضي , ومحرقتي
ياغادة الأمس غيبي ,هدّني وجعي
وأغلقي الباب خلف الحبّ في دَعـةِ
ولا تزوري , دعي حزني يودّعني
وابقي كطيفٍ إذا ما جئتِ ذاكرتي
واقْري السلام على روحي التي نزفتْ
يا منْ بحنكة أنثى كنتِ قـــاتلتي
عبد الكريم سيفو _ سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق