معارضة لقصيدة عنترة بن شدّاد : (حكّمْ سُيوفك في رقاب العُذّلِ * و اذا نزلتَ بدارِ ذُلٍّ فارحَلِ )
《☆جَرِّدْ حُرُوفَک☆》
اُغْمُرْ بِقََطْرك يا مِدَادي مِقْوَلِي
واَسْرَحْ بِنبْضِي
مِثلَ دَفْقِ الجدْولِ☆
و ارْوِ السُّطورَ
بمْرْبعِ الضَّادِ النَّديِّ
ومنْ جَنَى نبْعِ البدائعِ... فَانْهَلِ☆
و آشْحَذْ حُرُوفَك يا يَراعِي
من حَنينكَ..منْ جُنونكَ..
من طُموحِكَ و آعْتَلِ☆
هَيّا امْتَشقْ سِحْرَ البيان
و صَهْوةَ الشّعْرِ الأصيلِ
بِحَدِّ حَرفٍ مُنْصُلِ☆
جِّرِّدْ حُرُوفَكَ
سَيفَ قَوْلٍ بَاترٍ
و رِمَاحَ حَقٍّ
في قُلوبِ العُذَّلِ☆
يا أحْرُفي.
هَيّا آرْتَدي حُلْوَ الغِلالات ِالشّفيفةِ
و اجْتلي و تجَمَّلي☆
بِسَبائكٍ منْ فِضّةٍ
و قلائدٍ منْ عَسْجدٍ
بل بالضِّياءِ تَسَرْبَلي☆
و تَضمَّخي مِنْ مَنْجمِ الأشْذاءِ..
في نَبْضِ القصيدةِ و الشِّغافِ
تَسلَّلِي☆
و آْرْوي الجَوارِحَ من بَدِيعِ الشَّدْوِ..
منْ سَجْعِ الحَمامِ
و من رَنيمِ البُلْبلِ☆
و علَى ضِفافْ النّورِ، فاخْتالي
وِميسِي في مُرُوج القوْل
صُولِي وآعْتَلي☆
تَلَّ القوافِي السّامِقاتِ
وفي قُصُورِ الضّادِ
مِن بُرْجِ المَواجعِ فانِْزلي☆
و تَوَسَّدي فَيْءَ الجَمالِ
وفي رِحَابِ النُّورٍ
من سِحْر السُّطورِ تَجوَّلي☆
حُوريَّةً من حُور دارِ الخُلدِ
لمْ تكْسَلْ و لم تبْخَلْ
و لم تَتذَلَّلِ☆
ياأحْرُفي الفَيْحَاءَ
يا مَعْزُوفتِي..يا شَمْعتي..
لا تخْمدي لا تَرْحَلي☆
لا تتْرُكيني في هَجيرِ القوْلِ
أقْتَاتُ السّرابَ
و أرْتَوِي بالحَنْظلِ☆
ظَِّلي مَعي في وِحْدتي..
في شَقْوتي كُوني شذاً
يَجْتاحُني و يَطيبُ لِي☆
☆◇☆◇☆
بِيَراعَتي و بأحْرُفي ..
و برَغْم حِبْري
بالمَدامعِ و المَواجِعِ مُثْقَلِ☆
سَأظلُّ أرْفُلُ في الدِّمقْسِ
وأرْتدِي حُللَ البديعِ
و بالعَقيقْ سَأجْتَلي☆
سَأظَلُّ أنْثُرُ
من نُضَارِ الشّعرِ باقاتٍ
تَشعُّ نقاوةً في المَحْفلِ☆
سَأظلُّ أسْقيكُمْ
مَجَازاتِ الكلامِ بصَبْوَةٍ
و بِسِحْرِ حَرْفٍ مِخْمَلِي☆
بِشِغافِ صَبٍّ عَاشقٍ
و بِحَدِّ سيْفٍ باترٍ
و بقلبِ طِفلٍ أعْزلِ☆
و أتوقُ ِللْحَرْفِ الجَميلِ
يفيضُ أشذاءً و شهْدا
مِن بديعِ الأَخْيُلِ☆
حتّى أَرِفَّ فَراشةً و حَمامَةً..
حتّى أقِرَّ لِنبْضَتي...
و تَقِرَّ لي☆
حتّى أصِيرَ غَمامَةً ...
..أيْقونةً
كنَبَيَ حُبٍٍّ
بالبَدائعِ مُرْسَلِ☆
حتّى أرَى شِعْري بِفَيْء الضّادِ
يَهْمِي بالشّذَا و النّورِ
مِثْل الجَدْوَلِ☆
حتَّى تَصيرَ
مرَابِعُ الوَطنِ السَّليبِ
خَمِيلةً من دُونِ لَيْلٍ مُسْبَلِ☆
☆《سعيدة باشطبجي -تونس》☆
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق