الخميس، 25 نوفمبر 2021

《☆جَرِّدْ حُرُوفَک☆》بقلم الشاعرة... سعيده باش طبجي


معارضة لقصيدة عنترة بن شدّاد : (حكّمْ سُيوفك في رقاب العُذّلِ * و اذا نزلتَ بدارِ ذُلٍّ فارحَلِ )


       《☆جَرِّدْ حُرُوفَک☆》


اُغْمُرْ بِقََطْرك يا مِدَادي مِقْوَلِي 

واَسْرَحْ بِنبْضِي

 مِثلَ دَفْقِ الجدْولِ☆


و ارْوِ السُّطورَ 

بمْرْبعِ الضَّادِ النَّديِّ

ومنْ جَنَى نبْعِ البدائعِ... فَانْهَلِ☆


و آشْحَذْ حُرُوفَك يا يَراعِي

 من حَنينكَ..منْ جُنونكَ..

من طُموحِكَ و آعْتَلِ☆


هَيّا امْتَشقْ سِحْرَ البيان

 و صَهْوةَ الشّعْرِ الأصيلِ

 بِحَدِّ حَرفٍ مُنْصُلِ☆


جِّرِّدْ حُرُوفَكَ 

سَيفَ قَوْلٍ بَاترٍ

و رِمَاحَ حَقٍّ 

في قُلوبِ العُذَّلِ☆


يا أحْرُفي.

هَيّا آرْتَدي حُلْوَ الغِلالات ِالشّفيفةِ

 و اجْتلي و تجَمَّلي☆


بِسَبائكٍ منْ فِضّةٍ 

و قلائدٍ   منْ عَسْجدٍ 

بل بالضِّياءِ تَسَرْبَلي☆


و تَضمَّخي مِنْ مَنْجمِ الأشْذاءِ..

 في نَبْضِ القصيدةِ و الشِّغافِ 

تَسلَّلِي☆


و آْرْوي الجَوارِحَ من بَدِيعِ الشَّدْوِ..

منْ سَجْعِ الحَمامِ 

و من رَنيمِ البُلْبلِ☆


و علَى ضِفافْ النّورِ، فاخْتالي

 وِميسِي في مُرُوج القوْل

صُولِي وآعْتَلي☆


تَلَّ القوافِي السّامِقاتِ

 وفي قُصُورِ الضّادِ

 مِن بُرْجِ المَواجعِ فانِْزلي☆


و تَوَسَّدي فَيْءَ الجَمالِ

 وفي رِحَابِ النُّورٍ

 من سِحْر السُّطورِ تَجوَّلي☆


 حُوريَّةً من حُور دارِ الخُلدِ

 لمْ   تكْسَلْ و لم تبْخَلْ

 و لم تَتذَلَّلِ☆


ياأحْرُفي الفَيْحَاءَ 

يا مَعْزُوفتِي..يا شَمْعتي..

لا تخْمدي لا تَرْحَلي☆


لا تتْرُكيني في هَجيرِ القوْلِ

 أقْتَاتُ السّرابَ 

و أرْتَوِي بالحَنْظلِ☆


ظَِّلي مَعي في وِحْدتي..

في شَقْوتي كُوني شذاً

 يَجْتاحُني و يَطيبُ لِي☆


☆◇☆◇☆


بِيَراعَتي و بأحْرُفي ..

و برَغْم حِبْري

 بالمَدامعِ و المَواجِعِ مُثْقَلِ☆


سَأظلُّ أرْفُلُ في الدِّمقْسِ 

وأرْتدِي  حُللَ البديعِ

 و بالعَقيقْ سَأجْتَلي☆


سَأظَلُّ أنْثُرُ

 من نُضَارِ الشّعرِ باقاتٍ 

تَشعُّ نقاوةً في المَحْفلِ☆


سَأظلُّ أسْقيكُمْ 

مَجَازاتِ الكلامِ بصَبْوَةٍ 

و بِسِحْرِ حَرْفٍ مِخْمَلِي☆


بِشِغافِ صَبٍّ عَاشقٍ

 و بِحَدِّ سيْفٍ باترٍ 

و بقلبِ طِفلٍ أعْزلِ☆


و أتوقُ ِللْحَرْفِ الجَميلِ

 يفيضُ أشذاءً و شهْدا 

مِن بديعِ الأَخْيُلِ☆


حتّى أَرِفَّ فَراشةً و حَمامَةً..  

 حتّى أقِرَّ لِنبْضَتي... 

و تَقِرَّ لي☆


حتّى أصِيرَ غَمامَةً  ...

 ..أيْقونةً 

كنَبَيَ حُبٍٍّ 

بالبَدائعِ مُرْسَلِ☆


حتّى أرَى شِعْري بِفَيْء الضّادِ

 يَهْمِي بالشّذَا و النّورِ

 مِثْل الجَدْوَلِ☆


حتَّى تَصيرَ

 مرَابِعُ الوَطنِ السَّليبِ 

خَمِيلةً من دُونِ لَيْلٍ مُسْبَلِ☆


        ☆《سعيدة باشطبجي -تونس》☆

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق