لا تَنْدُبِ الحظَّ بلْ فيما أرى القَدَرا..... واذمُمْ غَباءَكَ أيضاً , لم تَكنْ حَذِرا
..
أنتَ الذي اختَرتَ ضَبْعاً كي تُصاحبَهُ
..........والضَبْعُ تَدري واِنْ دَجّنْتَهُ غَدَرا
...
أظْهَرتَ جُرحاً لَهُ غَضّاً يَنزُّ دَمَاً
.... فانقَضَّ نَهْشاً على ما شَمَّ وابتَدَرا
..
عَضّاً بِكَفٍّ لهُ صَبّتْ بِكلِّ نَقا
......... غَيثاً أصابنَّ فيهِ الرمْلَ والمَدَرا
....
فاخضَوضَرَ الشوكُ في أخلاقِهِ فبَرى
....... قلباً يَضوعُ شَذىً بالنُبلِ مُزْدَهِرا
....
طَبعُ اللئيمِ اِذا أُسقَيتَهُ عَسَلاً
........... أسقاكَ سُمّاً , واِنْ ألقَمْتَهُ حَجَرا
...
أبدى احتراماً كَكلبٍ لا نُباحَ لهُ
...........ما كانَ اِلّا لأهلِ الزجرِ مُزدَجِرا
...
لا يَتّكىءْ سِرُّكَ الغالي على اُذُنٍ
................فَجِّ اللسانِ تَرى في طبعهِ الهَذَرا
....
ٳنأى بِبَوحِكَ عَنْ هذي الورى حَذَراً
. واخفِ الصُراخَ ولو ظَهْرٌ لكَ انكَسَرا
...
واكتمْ بصَدرِكَ أنفاسَ الهمومِ ولا
........ ترجو صَديقاً عَفاهُ الدهرُ أو نَدُرا
....
فالناسُ ليسوا كما كانوا ولا زَمَنٌ
............ فيهِ انخلَقْنا كما ذاكَ الذي غَبَرا
...
ولّى الصديقُ الذي تبَغيهِ مُؤتزَراً
......... منكَ العيوبُ لهُ اِنْ كُشّفتْ سَتَرا
ـــــــ
اُذُن = سمّاع للكلام
زاهد المسعودي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق