الخميس، 2 ديسمبر 2021

* ضِدّانِ في حَرم السؤال *بقلم الشاعر...عبد الهادي الملوحي


* ضِدّانِ في حَرم السؤال *


كُلُّ المَرايا لم تكنْ 

يوماً لتنصفَ شاعرًا

نَسجَ الحقيقةً صارخًا

وألحَّ في طَرحِ السؤالْ


ضِدّانِ يختصرانِ بعضَهما

تلكَ المرايا الجاحداتُ بعالمي

وأنا الذي أبحرتُ في  

صَمتِ التصبُّرِ والخيالْ


ضِدّانِ في صُلبِ القضيةِ

يخفقانْ

وانا الذي صنعَ القصيدةَ

وارتقى بكمالها 

رَحبَ العَوالمِ والمَجالْ


وأنا الذي استثنيتُ مِنْ 

قارورةِ العِطرِ المُعتَّقِ نفحةً 

يَحتارُ مِن فيضِ العبيرِ

بسحرِها كُلُّ ارتجالْ


لم تُعطِ هاتيكَ المَرايا

صُورةً  أو بصمةً للوجهِ 

واضحةً 

كما يَبدو جَليًا

في التجرُّد والتصرُّفِ 

والخِصالِ


كم انكرَتْ شَكلاً وصوتًا

واستبدتْ بانكسارِ الضوءِ

والخطِّ المُمَدَدِ في جَبينِ الحُلمِ

من قَبلِ ارتعاشَ النُّورٍ 

في خَطِّ الزَّوالْ


أتأبَطُ المَجهولَ

أعلِنُها حَياتيَ صَرخةً

يُبدو صَداها واضحًا

في الأمنياتِ 

وفي تَباريحِ المُحالْ


ضِدّانِ كم كُنا مَعًا مُنذُ البدايةِ

لم يُغيّرْنا زمانٌ قد مَضى

كُلُّ يُشمِّرُ ساعدَيهِ مُغامرًا

كُلُّ يُصانعُ في الحَياةِ

على شفىً

ويَتوهُ في صَخبِ التَجلُّدِ 

والتقَدمُ والنِزالْ


كُنَّا وأنفقنا مِن العُمرِ

الكثيرَ مُبكرًا

وتَعثَّرَتْ تلكَ الخُطى

ولنا بِحُلم الأمنياتِ رؤىً

على مَرأى التَجمُّلِ

لا يُجاريها بَهاءٌ او كمالْ


ماذا سأفعلُ بالقصيدةِ

حينما 

يَغفو شُعاعُ الحُلمِ 

مَصلوبًا 

على حَدِّ التمرُّدُ

والتَوحُّدِ  والنِصالْ


طالَ احتباسُ الضوءِ ثانيةً

مَع الأفقِ البعيدِ ولم يَكنْ

يُعطي بَريقًا للتلاقي 

والتَقمُّصِ والوِصالْ


تاهَ انتقالُ الحَدْسِ 

في صَمتِ المَرايا ساكنًا

وتَوالتِ الاشكالُ داكِنةً

وباردةً ولم تُفصِحْ

بهاتيكَ المَجالْ 


ماذا إذا طالَ السَّفرْ

ماذا اذا ولَّتْ هناكَ الأمنياتْ

وتطايرَتْ كلُ القصائدِ

وحدَها في سِكةِ  الأيامِ

تبحثُ عن قِطارِ المفرداتِ

التائهاتِ على محطاتِ

الحياة بكُلِّ حالْ


كُنّا ومازلنا  معاً

كُنَّا نحاولُ في الحَياةْ

كٌنّا نتوهُ بطولِها وبعرضِها

وندورُ في حَرَمِ السُؤال

ومانزال !!!!


عبد الهادي الملوحي

21 /11 /2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق