( غريب بلا غربة )
لـمـاذا أحـسُّ بـأنِّي غـَريـبْ
وأنِّـي خـَلـِيٌّ فما لِي حَـبِيبْ
وأنَّ اشـتِـيـاقِـي بـلِا لَــوعـَةٍ
وأنَّ احتراقي عَدِيمُ الَّلهِيبْ
أُفـَتـِّشُ عـَنّـي بِـهـذا الضَّياع
ورُوحِي أنَادي فلا تَستَجِيبْ
وأعـبُـرُ ذاتـي إلـى شـَاطـِئِـي
فَـينـأى بَـعيدًا وعنِّي يـَغِـيـبْ
لِماذا سُؤالٌ فأينَ الجوابُ
لماذا أَحـسُّ بـأنّي غـرِيـب؟
*********
لـمـاذا بِـلادِي تـدانِـي الـبَعِيدَ
وتُقصِي بِحِقدٍ أخاها القَرِيبْ
وغابَ المُفوَّهُ أضحى صَمَوتًا
وإنّ الـعَـيـِيَّ عَـلينا خَـطِـيـبٔ
وحتَّى السِّيادة تَـهـوى الغَبِيَّ
ولاحـظَّ فيهـا لِشَخصٍ لَـبِيبْ
كِبارُ اللُّصوصِ تدِيـرُ الـبُـنوكَ
وتَسرقُ جـهرًا بدون رقـيـب
لِـمـاذا سـؤال بِـغـيـرِ صـدى
لـمـاذا أحـسُّ بـأنـي غَـريـبْ
*********
لِـمـاذا الـظلومُ غـدَا حـاكـمـا
يُريقُ دِمانا وما مِنْ حَسِيبْ
طُيورُ الظلامِ غدتْ في القصورِ
وفـي الـسـِّجـنِ كلُّ كـريـمٍ أرِيـبْ
تـرقَّى الجهولُ رقيب العلومِ
وجهلٌ يُحاسبُ ذوقَ الأدِيبْ
وحُمقًا حجبنا شُعاعَ الصباحِ
حضنّا الظلامَ عَشقنا المَغِيبْ
لـمـاذا ســُؤالٌ بـعـيـدُ الـمـدى
يتـيـهُ الجوابُ بـدربٍ يَشيبْ
*******
لماذاّ الأمـورُ نَقيضُ الـمُنى
ونحنُ انعكَاسٌ لِقهرٍ رَهيبْ
وقـبـحُ الـقذارَةِ يـَعـلُـو هُـنـا
ورجسٌ يعودُ بِشملٍ عجيبْ
وهـذا الزمـانُ يَـسيرُ بـبـطءٍ
ويـَرتـدُّ خـلـفـا لأمـرٍ مـرِيـبْ
وصـار الـمـكانُ الّذي ضـمـنـا
بِـقـلـبٍ كَسيرٍ ووجـهٍ كَـئِيبْ
و إنـِّـي غــريــبٌ بـِـلا غــربـــةٍ
ودائِي عُضالٌ فهلْ مِن طبِيبْ
خالد الشرافي _ اليمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق