شطحات عاشق صوفي
- الليلة الثالثة-
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( تَقَوَّل ناس قد تَمَلَّكَهُ الهوى
أجل لست في ليلى بأول من جنى)
-أبو مدين التلمساني-
- قيس (يجلس القرفصاء، ناظرا الى النجوم في مناجاة مع ذاته): باسمها في أذن الريح همس الحادي، فقلت يا ليلاي متى اللقاء؟ حالِمًا عاشقا أرنو للبقاء..
هنا حيث الحروف تتمشى تبغي الارتقاء.. تخالج الأكوان ترقب الخفايا عل زائرا لمضجعي يأتي بالهناء..
وأعود أنا قيس عاشق ليلى، أشدو بِحُروفِي ألحانا وغناء..
فبين الفقد والوجد يا ليلاي فجاج شائكة... فجحيم المسافات أنهكني...
- ليلى (تسترق السمع، بصوت متهدج) تقول: وما ادراك يا ابن العم أني عاشقتك؟
أنا ماتزال الطفلة بداخلي تسعى إلى من يعشقها، لتصبح الفصول زهرية، ارجوانية بعبق الياسمين..
- قيس (يلتفت متوثبا) يبادرها: انت الفصول ذاتها،
خريف ينفض الحزن،
و شتاء للاغتسال،
وربيع لرحيل الاقحوان
كي يزهر هنا وهناك سنابل للعشق. نقطف ثمارها ذات صيف للدفء.
أه يا سيدة الخيال المتيم بروح طفولية،
إن الفقد براكين حزن ترصعه ابتسامتك لأجلي حتى أعشق ظواهرك البهية، ودواخلك الحزينة
- ليلى : أراك سبرت دواخلي يا ابن العم؟
- قيس: دواخلك يا بنت العم عَبَرَتْني ..
- ليلى تجيب (في عنفوان): وإن كان الحزن ساكني، فأنا عاشقة للحياة، مثلك ترنو إلى موقد يدفئ دواخلك حيث الصقيع غائر...
- قيس : صدقت يا ليلى، صدقت ايتها العاشقة للاستثناء، مع أني مُحِبٌ بالصُّدود مُنَعَّمُ، فأنت انت قصيدة أعزفها على وتر الفؤاد.
- ليلى: هي أرواحنا تناوحت في المجهول
- قيس : إيه، انت معنى في قصائدي، وعبر حروفي أهب له روحي حين تتفجر بواطنك التواقة الى عشق منفلت...
- ليلى (وقد استبد الزهو بنفسها عاشقة): أنا درب بباطن أعالي الجبال، يصغي لوقع خطى الرحل حيث المعاول تشق،
فيخرج النهر نبعا
فيسقي القوافل،
تلك أنا.
فهل لك يا ابن العم أن تسكن أعالي الجبال؟
- أجاب قيس في تحد:
ان أتسلق باطن أعاليك،
واشرب من سواقيك عسلا
و ماء زلالا يشفي ..
امشي شوارع جسدك حتى الثمالة،
أهوي من عَلِ كي أُقَبِّل قَدَمَكِ قُرْبَانا لنهرك الشافي،
فذاك المشتهى
- ليلى : ستتعبك الرحلة، وأنت تستقل سفن الرحيل
في رحلة للترحال والسفر والنفي والاغتراب
- قيس ( يستجدي حلما) : الرحلة يا معشوقتي الى أعاليك متعة
وسفر في غياهب الجمال،
و منفاك شِعْرٌ صوفي للنَّقَاء،
و الاغتراب، سفينتي
أشْرعْتُها تتغذى من رياح عطرك،
و نخب محبتك...
- ليلى : بعض النفوس يا قيس شوك
ما بها ثمر،
والخوف كل الخوف من بلايا ما لها سبب ومن وصال يعقبه الهجر..
- قيس : ليلى وا ليلاه أينك؟
بل أين طيفك وقد سكن الضلوع؟
- ليلى: أما سمعت صياح الديك؟
لعل طيفي في الليلة الموالية يلاقيك ..
د.عتيقة هاشمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق