أنتَ القريب….صنعاءُ تُسبى وتحذو حذوها حلبُ
والبُنُّ يلطِمُ والزيتونُ والعنبُ
بغدادُ تدخلُ في سرداب غيبتها
والشام من غيبة الزوراء تغتربُ
القدسُ يا حسرتي فُضَّتْ بكارتها
وقد تعاون في تهويدها العربُ
ولاغيورَ منَ الأحرار ينصرها
ولاشريفَ لِذلِّ القدسِ يضطربُ
وأهلُ مكَّة قد باعوا طهارتها
فهلْ أُلام إذا ما خانني الأدبُ
فالأرضُ قدسٌ ومحرابٌ ومِئذنةٌ
وكلُّ شبرٍ منَ الأقداس مغتصبُ
ما لي احتمالٌ على النيران يا وطني
والقلبُ والروح كمْ يَصلِيهما اللهبُ
في الشام نارٌ وفي أنحائها حطبٌ
فمنْ يطيق إذا ما أوريَ الحطبُ
القيروان على أشفار هاويةٍ
مِنَ الحُفاةِ... ومِمَّنْ ما له نسبُ
يا أخت بيروت لا تمضي بمحفلهم
فالفرس فقرٌ وفي إغداقهم سَغَبُ
والفرس كالروم ما زالوا وما برحوا
همُ النفاق وفي أنفاسهمْ وغبُ
همُ السموم وإن لانتْ ملامسهم
موتٌ زؤامٌ وتُنبي عنهمُ الكتبُ
فالحاكمون همُ.. والقاتلون همُ…
ونحن لِلَّهْوِ في أعرافِهمْ لُعَبُ
ماذا أقول عنِ الأوطان يا ولدي
قد ذبتُ فيها كما رامتْ وما يجبُ
فاسمَعْ مقالي عنِ الحكَّامِ يا وطني
قومٌ لئامٌ ولا يعنيهمُ السببُ
باعوا العروبة بلْ ضحُّوا بجوهرها
والقمحُ يشتمُ والبترولُ والذهبُ
والماسُ يُسرقُ والأنعام بائسةٌ
والماجدات منَ الأهوال تكتئبُ
والرافدان مِنَ العاصي مُعفَّرةٌ
والنيلُ يعجبُ منْ خذلانه العجبُ
واسمع أنيني وغضَّ الطرف يا وطني
بنو العروبة قد أعياهمُ الكذبُ
أنتَ الوحيد إذا عاتبتَ تُؤلمني
فَارْفق بقلبٍ براه اللوم والعتبُ
أنتَ القريب وإنْ بانتْ مرابعنا
أنت الحبيب وإنْ دارتْ بنا الحقبُ
أنَّى أُحدِّث فالأوجاع تقرضني
شعراً يعضُّ وفي آلامه العَطَبُ
وكيفَ أحيا وقد باتتْ عروبتنا
قيد الضياعِ وضاعتْ في الأنا النخبُ
حسن خطاب سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق