الأربعاء، 2 فبراير 2022

إلهي كم شقيتُ قصيدة الدكتور محمد القصاص


 إلهي كم شقيتُ

قصيدة

الدكتور محمد القصاص


إلهي كم شَقيتُ بحسن ظني          ***  فذقت المر من عهد الشَّبَـــــــِاب

وقد طال اغترابي عن ديــــــــار  ***  تنازعني كايامي العــــــــذاب

فكُنْتُ مُؤمِّلا أني سأغفــو  ***  قريرَ العينِ محتملا مصابي

فواعدتُ الفؤادَ بطيبِ عيشٍ  ***  ولكنْ كان حُلمي كالسَّـــــــرَابِ

تمادتْ بعد أن مادتْ بنفســـــي  ***  صنوف الهمِّ حينا لا تُحابــــــــي

وويلاتٍ تُذيبُ القلبَ منـي  ***  بها الآلام تُفقدني  صوابــــــــــــي

وتسلمني الظروفُ بغيرِ ذنــبٍ  ***  إلى عيش المذلَّــةَ والعَــــذَابِ

ألا يا دارُ هل يرضيك ذل *** وهل يرضيك حزنِي واكتئابـي

أحبُّكِ رُغم إيلامي وبعدي  ***  أحبُّكِ رغم حُزني واضطرابِـــي

أرى في الصدر نيرانا تلظَّــى  ***  وأحزانا تُؤزق لا تحابــــــــي

فقولوا للعذولِ إذا تَمَــادى  ***  يكف الشرّ يكفيني اغترابـــــــي

حيينا في البعاد سنين قَهـــــــــرٍ  *** فذقنا المر  في كأس مـــــذابِ

الا يكفي من الأيامِ بؤســـــا  ***  وتكفيني جراحاتي مُصابِــــي

فقد نمضي السنين بغير صحْــبٍّ  ***  هبابا في هبابٍ في هِبــــــابِ

الا من مُبلغِ عنِّـي خليـــاً  ***  يهديء خاطري ويَزيلَ ما بـي

وتهدأُ مقلتي مما تعانــي  *** فأهنأ باليسير من الشراب

ألا من يرفع الآلامَ عنِّـي  ***  إذا ما اشتد من ألمي عذابــــــي

فحسبي بالشقاء حييت عمــــراً  ***  بأحزان تدوم بلا إيــــــــــابِ

فماذا لو بغى الأغرَابُ يومـا  ***  وجاءوا بالمصائبِ والحِـرَابِ

دعونا نسألُ التاريخَ كيلا  *** اعاني الويل ما استعصى جَــوابِي

صُروفُ الدَّهرِ لا تبدِي ارتياحاً  ***  وأمناً والمعيشةُ لاضْطِــــرابِ

أعيشُ مكابداَ حزنٍي بصمتي ***  فتفضحُني الدُّموعُ تقول مابي

ففي وهج الحنين يطولُ ليلـي  *** فتأتيني الهموم بلا حِســــــابِ

أحابي النفس كي أحيا هدوءاً  *** أناجي الدَّوْحَ في عالي الرَّوابي

فتحييني الظروف حياة قهر *** وهم يرتقي هام السَّحــــابِ


دكتور محمد القصاص - الأردن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق