من وحي الألم
قلبي. يئنّ بليلٍ مظلمٍ كئبِ
والنّفسُ ضاقتْ منَ الأوصابِ والتّعبِ
ماذا سأفعلُ والآهاتُ. . تحرقني
والذّكرياتُ. تؤمّ القلبَ في صخبِ
لي في الشّآمِ. فؤادٌ هائمٌ. . قلقٌ
شبّتْ. عليهِ صروفُ الدّهرِ بالنّوبِ
والشّامُ تسكنُ في الألبابِ منْ. أزلٍ
شاب َ. الزمانُ وحبّ. الشّامِ لمْ يشبِ
وفي. حماةَ. لنا . حبٌّ. يُعايشنا
في كلّ نبضةِ. قلبٍ فاضَ.بي. وجبي
والبعدُ أحرقَ أوصالي ومزّقها
وأورثَ الحزنَ في الألبابِ. والهدبِ
هزّ المشاعرَ طفلٌ قد شكى وبكى
منْ شدّةِ البردِ. والإملاقِ والوصبِ
يبكي. ويصرخُ منْ. قهرٍ ومنْ. عَوَزٍ
ومسرفُ القوم. في لهو وفي طربِ
وخلفهُ. . خيمةٌ ماستْ. دعائمها
والريحُ. تعزفُ في ( إيوانها) الخَرِبِ
رثّ. الملابسِ واهتزّتْ فرائصهُ
ريّانة بدموعِ العينِ والسّحبِ
تاهتْ . مفاصلهُ بالثلج واحتبستْ
فيها الدّماءُ وقدْ ساختْ إلى الرّكبِ
ويستغيثُ ذوي القربى. بدمعتهِ
أخو. العروبة لم يُسعفْ ولمْ يجبِ
جفّتْ عروقهُ منْ بردٍ. يحاصرهُ
فسلّمَ الروحَ. للرّحمنِ. في أدبِ
وشيّعتهُ دروبُ. الثّلجِ. في جللٍ
وصرخةٌ منْ ضنى. أمّ وعجز. أبِ
مخلّفاتُ حروبٍ قدْ طفتْ وغدتْ
تفري البريّةَ. مثل النّار. للحطبِ
تشرّدَ القومُ. منْ. جرّاء. فورتها
أينَ السّلامُ ليطفي. لوعة السّغبِ
وحسرةٌ صعدتْ منْ خافقٍ وَجِعٍ
دوّتْ وقدْ وقدتْ. بالقهرِ والعتبِ
آهٍ على زمنٍ نامَ. الضّميرُ بهِ
والنّاسُ قدْ غرقوا. في سوءِ منقلبِ
على منابرهمْ ضجّتْ. مآثرهمْ
زفّوا شهامتهمْ. بالقولِ. والخطبِ
قولٌ. بلا عملٍ قدْ. زادَ جعجعة
وما تعدّى سوى. ضربٍ منَ اللّجبِ
ناءتْ موائدهمْ. لانتْ. مضاجعهم
والأقربونُ. على. . جوعٍ وفي نصبِ
وينعمونَ. بدفءِ. . البذخِ. في ترفٍ
والبردُ يخصفُ. سفاحاً بذي نسبِ
أينَ الرجولة؟ هلْ ماتت شهامتها؟؟
أينَ المروءةُ قُلْ لي أيّها العربي؟
أينَ السّلامُ وأينَ الحبّ ننشدهُ
أينَ الأخوّةُ والإحسانُ في الكُربِ؟
كلمات / مصطفى طاهر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق