* نديمٌ على أشلاءِ القصيد*
هذا الهوى بعدَ الحبيبِ سقيمُ
هذا الرضابُ أم الشرابُ الهيمُ
فدخلتُ جنّتَهُ ولستُ بظالمٍ
هذا أنا في جنتيكَ صريمُ
أينَ السقاءُ فمهجتي لم ترتوِ
فالقلبُ من مرِّ الشطونِ سقيمُ
من هجرِهِ وثبت دموعي وامترت
وانسدَّ من كثرِ الأسى الحلقومُ
فلهُ هنا ودُّ الفؤادِ وهدوُهُ
ورحيقُ كأسٍ من هوًى مختومُ
أوَجدتني بينَ الحنايا ظالمًا
هذا أنا يا ذا الأذى المظلومُ
ومن العيونِ رمين سبعَ لياليًا
سبعٌ من الآهاتِ فيّ حسومُ
ونَبذتَني لمّا اكتفيتَ على الشجى
فأحوكُ يقطيني وأنتَ تلومُ
وبرمتَني كالحبلِ دون هوادةٍ
وأنا به قبلَ الثنى المبرومُ
قسَّمتني نارين تحرق أضلعي
وعلى الفؤادِ فأنتَ فيَّ قسيمُ
فمررتَ في قلبي فكانَ بلا هوًى
قد كانَ ميتًا والودادُ رميمُ
وعلى الضلوعِ نسجتُ آخرَ نبضةٍ
ومن القلى شُجَّ الوهى المخرومُ
قدمتُهُ وهو المؤخَّرُ رتبةً
وهو الذي لمَّا أتى المضمومُ
لكنّني بالنصبِ ألقى مهجتي
أنا هكذا فيما ابتدى المجزومُ
في بحرِهِ والشمسُ تشربُ ماءَهُ
ويذوقُ من موجٍ تلاهُ نسيمُ
ومن الحميمِ نهلتُ مائةَ مرةٍ
لكنّما قلبي المحبُّ حميمُ
ما عاصمٌ جبلَ الودادِ بذي الهوى
أيُقالُ أنَّ غرامَهُ معصومُ
بكتِ الرياحُ وأسبلت برمالِها
وتهنَّفت في رسمِ حبي البومُ
واخلولقت حتى الفيافي والدجى
وانجزَّ من صدعِ الفراقِ أديمُ
نادمتَني والكأسُ فيه مرارةٌ
لم يحلُ إلا في الفؤادِ نديمُ
والجوُّ في قلبِ المحبِّ عواصفٌ
وسماؤهُ قد لبَّدتهُ غيومُ
فأنا المُحَطَّمُ طالما هاجرتني
وأنا كذاك بنأيهِ المحطومُ
كمّامتي حجبت ملامحَ وعكتي
والقلبُ ذاكَ على اللظى مكمومُ
بعثرتَني وأنا المُنظِّمُ حبَّهُ
ولهُ ترتَّبَ شعريَ المنظومُ
وبمهجتي جفّت دمائي وانتهى
حدسي ولم يبقَ به إنزيمُ
واعدتني كاسًا صغيرًا من هوًى
حبًّا وعندَ مزاجِهِ تسنيمُ
لا ذنبَ في حبٍّ إذا حاججتَهُ
لكنّني فيمن عشقتُ أثيمُ
فليجزني بعضَ الثوابِ فإنّهُ
في الخافقينِ ودادُهُ مقسومُ
بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق/ الخميس/ ٣/ ٢/ ٢٠٢٢
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق