((شقاوةُ الاغتراب))
يا لَوْعَةَ الصَبِّ إذْ يَشقى ويَغتَرِبُ
في صدرهِ الوجدُ والآهاتُ تلتهبُ
يُغالبُ البَيْنَ يُكوى في صبابَتِهِ
من عَيْنِهِ الدَّمعُ بالأشجانِ يَنْسَكِبُ
لَوَاهِبُ الشوقِ شَبَّت في جوانحهِ
واْنتابهُ القهرُ والأحزانُ والكُرَبُ
يبكي على الدارِ والأوطانِ مُنكسراً
ما أعمقَ الجرح حينَ الروحُ تكتئبُ
ما عادت الطيرُ والألحانُ تُطرِبُهُ
من فارقَ الأهلَ هل يحلو له الطَرَبُ؟!
ضاقَ الوجودُ فما في الأرضِ مُتَّسَعٌ
أيُسْعِفُ الرَّحْبُ من سُدَّت بهِ الشُعَبُ؟
يا لَهفَ قلبٍ إذا غابَت أحِبَّتُهُ
ووَيْحَ نفسٍ على الخِلّانِ تَنتَحبُ
لكنَّما النورُ يبقى للرؤى أمَلاً
فَرُبَّ بارِقةٍ تُطوى بها الحُجُبُ
والظَّنُّ لو خابَ في خِلٍّ وَثِقتَ بهِ
فاْصبر فَدَيتُكَ لا لَوْمٌ ولا عَتَبُ
مَشيئةُ اللهِ في الإنسانِ ماضيةٌ
فلا اْعتراضَ على ما نَصَّت الكُتُبُ
هوَ الزمانُ إذا دارت دوائرُهُ
تقضي على المرءِ أنْ ينأى ويَقتَرِبُ
والليلُ ما طالَ فالإصباحُ يَعقُبُهُ
والدهرُ يا صاح في طَيَّاتهِ العَجَبُ
الشاعر/عبده مجلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق