☆《متَى بِعشْقِ إلاهِي أبْلغُ الذّروْةْ؟》☆
هَذا الهَوَى في دَمِي( نارٌ عَلى رَبـْوَة)
تُنيرُ عتْمَ الدّياجِي..تُلْهِبُ الجَذْوَةْ
تُضَمّخُ الرُّوحَ أنْوارًا و أخْيِلةً
فتكْتَسِي منْ رُؤاها بُرْدَةَ النّشْوةْ
و تَحتَسِي الوَصلَ كأسًا فائضًا ولَهًا
شهْدًا سُلافًا مُحَلَّى فَائرَ الصَّبْوَةْ
نَعُبُّ نَبْعَ شَذَاهُ مِلْءَ لهْفَتِنا
و مِلْء كأسِ القَوافِي نَلْعَقُ الرّغْوَةْ
كأنّنَا مِنْ دِنانِ الخَمْرِ في سَكَرٍ
أو أنَّنا في الأماسِي نَرشُفُ القهْوةْ
و الشّعرُ يَخْتالُ في شُطاَنٍ نشْوتِهِ
وفي مَسِيلِ الأمانِي مُلْقِيًا دَلْوَهْ
يَصِيدُ دُرًّا ومَرجَانًا ويَصقُلُهُ
تاجًا يُكلّلُ نُورًا غُرَّةَ النَّخْوَةْ
نَهُزُّ جِذْعَ نَخِيلِ الشِّعر يُمْطرُنا
تُمُورَ وصْلٍ حَلالٍ غَضّةً حُلوَةْ
و نَركَبُ النّشْوةَ الكُبرى فتَحمِلُنا
على خُيُولِ القوافي و المُنَى صَهْوةْ
☆☆☆
هذا الهَوى بَعضُهُ نَارٌ تُعمِّدُنا
وتمْهُرُ النّبْضَ منْ أنْفاسِها شَدوَهْ
و بعضُهُ منْ صَقيعِ الثَّلجِ طِينتُهُ
يُخَضِّبُ الرُّوحَ بالأوْصابِ و القَسْوَهْْ
يَضُخُّ فِي النّبْضِ أحزَانًا تُدَمِّرُنا
فینْشُفُ الحِبْرُ منْ أقْلامِنا عُنْوَهْْ
و یَجْمُدُ الدّفْءُ في أقْدامِنا وَحَلًا
فتسْتَحِیلُ صَقیعًا جَذْوةُ الخُطْوَةْ
و نَحْملُ الحُلْم في أرْحامِنا عَدَمًا
ليَمْخُضَ العُقمُ في أوْجاعِنا شِلْوَهْ
ويقْطعُ الحَبْلَ فِي مَا بيْن صَبْوَتِنا
و بيْنَ أحلامِنا شوْكٌ مِنَ الشَّقْوَةْ
هَجرٌ و غَدرٌ و آفاقٌ مُهشَّمةٌ
على رَصِيفِ النّوَى مَنْهُوبةَ الثّروَةْ
و ذِكرَياتُ هوًى دَامٍ مُخَزّنةٌ
عَلى رفُوفِ الجَوَى مَثْلُومَةٌ رِخْوَةْ
يُحِيلُنا الهَجْرُ اشْلاءً مُحَنّطةً
و يُنْبِتُ الغَدرُ في غَابَاتِنا سَروَهْ
☆☆☆
هَذا الهَوَى قَدَرٌ..وَشْمٌ بأضْلُعِنا
ونَحنُ مِنْ فوْرةِ الإحسَاسِ في غَفْوةْ
نَظُنُّ انّا بِدربِ الصِّدقِ في غَدَقٍ
لا نمْتَطي في وِصَالٍ صَهْوةَ النّزْوةْ
لمْ نرتَكِبْ في الهَوى إثْما وَمَعصِيَةً
في عِشْقِ قيْسٍ و ليْلاهُ لنَا أُسْوَةْ
لكنّنا في الهَوَى الأرضِيِّ في زلَلٍ
مَهْما ثَمِلْنا بطُهْرِ الوصلِ والنّشْوَةْ
أقولُها و أنا للعِشْقِ عاشِقةٌ
ولْيهُدِنا الحُبُّ منْ أنْعامِهِ عَفْوَهْ :
"لكل قلْبٍ نَبيلٍ في الهَوَى خَطَلٌ
لكل عِشْق أصِيلٍ في الهَوى هَفْوَةْ
"و العِشْقُ في الكَوْنِ مَثْلومٌ و مُنتَصِفٌ
مَهْما سَمَا قانِتا..يَوْمًا لهُ كَبْوَةْ
"إلّا الهَوَى في رِحَابِ اللهِ مُكتَمِلٌ
مَتَى بِعِشْقِ إلاهِي أبْلغُ الذّروْةْ؟
"و تَبْلغُ الرُّوحُ في مِحرابِ نَشْوتهِا
بِجَذوةْ الشّعرِ عِشْقا صَفْوَةَ الصَّفْوَةْ "☆
《سعيدة باش طبجي☆تونس》
《مارس 2022》
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق