خلوتي******
أُحِبُّ في خلوتي الصمتَ والأدبَ ...
كلاهما باعِثٌ للفِكرِ ما اجتلبا
الصمتُ يُفسِحُ للإلهام مِقعدَهُ ...
والشِّعرُ يُفصِحُ عن مَكنونِ ما احتجبَ
والنفسُ في طيّها ما شئتَ مِن صُحُفٍ ...
خزانةٌ واحتوت مِن عُمْرِكَ العجبَ
طفولةٌ ذِكرُها كالنقشِ في حَجَرٍ ...
شبيبةٌ خِلتُها من فِعلِها اللهَبَ
رُجُولةٌ سَمتُها في عقلِ مٌتَّزِنٍ ...
وشيْبةٌ ما لها حِلٌّ لِمَن هَرَبَ
وحادِثٌ رُبَّما طافت لوَاعِجُهُ ...
بمُقلةٍ عارضت دَمعاً وقد غلبَ
الفنُّ صَحْبٌ وتحلو لي غوايتهُ ...
حديثهُ ماتِعٌ حتى لو اغتربَ
كأنني سابحٌ مِن دونِ بُوصَلَةٍ ...
لِوِجْهَةٍ وَهْمُها مِن سِحْرِها اقتربَ
يا راحِلاً في الهوى أقبلْ بنشوَتِهِ ...
واسلُكْ طريقاً لهُ في بَحْرِهِ سَرَبا
مَن أنتَ يا مُدَّعٍ للفنِّ سَكرَتَهُ ...
وحولكَ اللغوُ يَحْوي الغَثَّ والصَّخبَ
إني أرَى شاعِرَاً أفشَى سَرَائرَهُ ...
نارُ الهوى تشتهي من نفسهِ الحطبَ
مُسالِماً ما لهُ حِلٌّ ولا حَرَمٌ ...
ولم يزلْ يرتضي مِن فنِّهِ الطلبَ
**********************
بقلم سمير حسن عويدات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق