الأربعاء، 2 مارس 2022

(فلسفة الإسراء والمِعراج) بقلم الشاعر...عبد العزيز بشارات


 --------------(فلسفة الإسراء والمِعراج) ----------

يا ليلةً خشَعت بها الأبصارُ .....واهتزَّت الأرجاءُ والأمصار

ما كان إسراءُ النبيّ على المدى.........إلّا شعاراً للأنامِ يُنار

في رحلةِ أعيا الزمانَ مثيلُها.......حَفّت بها الآياتُ والأسرارُ

وتناقلَت أخبارَها كلُّ الورى....وتَخَطَّفَت مِن هولها الأبصار

قمر أطلَّ على العِبادِ بنورِه .................فكأنّه عَلَمٌ إليه يشارُ

فاق الزّمانَ مع المكانِ برحلةٍ.سيظلّ في مـضمونها التذكار

لا لن نملّ بكلّ عامِ ذكرَها.........لقد اختفى مـما بها التّكرار

وعلى البُراقِ نسائمٌ عُلويّةٌ ...........قَـطَع الطريقَ كأنّه أمتارُ

وكأنّه الضيفُ المقيمُ ببَيتِه ............والأنبياءُ وغيرُهم زوّار

لا تعجَبنّ وقد روى أحداثَها ..........فمصدّقٌ ومكذّبُ وعُوار

حتّى تجلّت كالنهارِ أمامَه ........وأُزيحَت الظلماتُ والأستار

لكنَّ صدَّيق الرسالةِ هالهُ ..............تكـذيبَهم وأثارَه استنكارُ

سهماً على الكُفّار أطلقَ صرخةً.إن كان قالَ فما يقولُ قرارُ

ورأى العجائبَ في السموات العُلا.فيها اللبيبُ لهولِها يحتار

لمّا دنا قوسينِ في مِعراجِه..........كُشِفَت له عن ربّه الأنوار

واحتلّ مِن دون الخلائق رُتبةً..ما ضلّ فيها أو هوى المختار

نالت بها الصّلواتُ خَيرَ مكانةٍ .بين الفرائض واعتلى المِقدار

بالروح أم بالنفسِ نال مَقامَه ..........أم  بالمنامِ تساءَلَ الكفّار

لكنَّ مَن عَرَفَ الحقيقَة مُؤمناً.......ما شكَّ فيما شاءت الأقدارُ

لا يُسألُ الرَّحمنُ عن أفعالِه .........فهو العزيزُ الواحدُ القهّار

ما ضرّ مثلَك ما ينالُ من الأذى......فعليكَ ربُّ العالمين يغار

لو أنّ أنوارَ الخليقةِ يومَها .....سَطَعت ،رأيتَ ضياءَها ينهارُ

ما زال ذكرُك ناصعاً ومُهيمنا .....سيـظلُّ مهما شَتّتِ الأفكارُ

ركعَ العدوُّ مهابةً لبيانِهِ............. وأصابَه في الكبرياء صَغارُ

يا نافخاً ضَوءَ الشُّموس بزفرةٍ.ستُصيبُ نحرَكَ أو يليكَ غُبارُ

صلّوا عليه بما يليقُ لتُفلِحوا .......إنّ الصّلاةَ على النّبيّ وقار

===========================

عبد العزيز بشارات/ أبو بكر/فلسطين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق