الأيام*****
{ يا دارُ ما فعلت بكِ الأيامُ } ...
هل ضاعَ أهلٌ أمْ طوَاكِ زِحامُ ؟
أتوَهَّمُ الضحِكاتِ بين أحِبَّةٍ ...
والبالُ خالٍ والمُدامُ كلامُ
والشايُ والإبريقُ يَبعَثُ نكهةً ...
ودُخانُ تبغِ الجالسينَ وِئامُ
لو أنَّ ما في القلبِ شيئٌ لانتهَى ...
وكذا تلاشى في الأثيرِ خِصامُ
ما كنتُ أدري ما الزمانُ يُريدُهُ ...
بيني وبين الغابرينَ غرامُ
رَيحانتي وجدارُ شُرفةِ صَبوَتي ...
كحِكايةٍ رَقَّتْ لها الأفهامُ
كبَريدِ حُبٍّ ما أقمتُ حُرُوفهُ ...
لحَبيبةٍ ضاقت بها الأحلامُ
حتى التقينا دونَ أنْ يدري بنا ...
مَنْ هَمُّهُ بعدَ العَيانِ مَلامُ
هل شابَ وَجْهُكِ أمْ تُراكِ صَبيَّةٌ ...
كالأمسِ تبدو رَطْبَةً وتُسامُ
أمْ جاءَ موتٌ واستخفَّ بحَوْبتي ...
بلْ ما تبقَّى صَبوةٌ وعِظامُ
ورَحيقُ أشواقٍ تنوءُ بلهفةٍ ...
أوْدَى بها دونَ اللقاءِ حِمامُ
دارَ الزمانُ على الزمانِ بخافقٍ ...
كوُرَيقةٍ تلهو بها الأقلامُ
تمحُو وتُثبتُ ما تُريدُ بسَطرِها ...
وهَوَى الحروفِ على الحروفِ رُكامُ
وخليطُ شيئٍ لا يَبينُ بمُقلتي ...
كطلاسِمٍ ويَحُوطُها الإبهامُ
كعَباءةٍ وحقيبةٍ وجَريدَةٍ ...
عُنوانُها أرضٌ لنا وحُسامُ !
وعَرُوسَةٌ ثُقِبَتْ وأُحْرِقَ ثوبُها ...
وتميمَةٌ تصبو بها الأوهامُ !
يا دارُ أثقلتِ الضَّميرَ بعَبرَةٍ ...
كادت تخُطُّ وعَزَّها الإحجامُ
وكما الضَّريحِ أقمتُ بُرْهَةَ زائرٍ ...
مِنِّي التحِيَّةُ والسلامُ خِتامُ
*********************
بقلم سمير حسن عويدات
ما بين القوسين في البيت
الأول لأبي نواس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق