لا تشكونَّ الدهر
أُعَاتِبُ نفسي كم تنوحُ وتندبُ
ألا ارفقْ زماني فالفؤادُ معذّبُ
أيا لائمي في الحبِّ كفَّ عن البكا
دموع الغوالي لا تجفُ وتنضبُ
أُسائلُ دهري لِمْ أرقتَ مدامعي؟
يُجيبُ بآهٍ فالبلا يَتقلبُ
متى قد أُناجي من أحنُّ لِوصْلهِ؟
عيونُ الذي يصبو اللقا تَتعذبُ
فلا تبتغوا دربَ الهوانِ بذلةٍ
رياضُ الهوى من عطرها نَتَطيَّبُ
فمنْ رامَ ويلَ النأْيِ ماتَ بحرِّهِ
أرى ياخليلي بالمهالكِ ترغبُ
لتسرعْ إلى دربِ المودةِ تائبًا
ولاتشتكِ الأوجاعُ تأتي وتذهبُ
ودَعْ عنكَ من يهجو الزمانَ بعجزهِ
ألا ليتَ مَنْ يهجو الدُنا يتهيَّب
ودَعْ عنكَ تدليسَ الحسودِ وغدرهِ
سهامُ الأعادي كلَّ سُمٍ سَتَسْكُبُ
ولا تحسَبنَّ الليلَ أنتَ صَفِيُّهُ
عَهدتُ نجوم الليلِ تزهو وتلهبُ
ولا تأْمَنَنَّ العذبَ في كلماتهِ
فكم من سفيهٍ كالبلابلِ يُطْرِبُ
وكمْ من حبيبٍ في هواهُ مخادعًا
وخلٌّ تراهُ بالصداقةِ يَكْذِبُ
وكم من عظيمٍ قد أطاحَ بعرشهِ
بحضنِ الليالي كم يصيحُ ويشجبُ
تَوَلَّ ضعيفًا قد أتاكَ مُسائلًا
لعلَّ بهِ عُمْرَ السعادةِ يُجْلبُ
هل الذنبُ أنْ كانَ الحياءُ رسولَنا
وأنْ كانَ وجدي بالوفا يَتَصبَبُ
فلا تَشْكُوَنَّ الَّدَهرَ أو كَدَرَ الدُنا
فَمَا الْعَيْبُ في شَمسٍ تَجِيءُ وتَغْرُبُ
ياسمين العابد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق