إنِّي جعلتكَ كالرحيقِ لمبسميوشذا عبيرِكَ عمَّ روضَ الأنجمِ
كلُّ الجِنانِ بفوح نَشْرِك عُطِّرتْ
زيديه عطراً يا أزاهرُ نسّمي
فأثيرُ طيبِكَ قد سرى في مهجتي
والطير غَرَّدَ من جميلِ ترنُّمِ
دثِّرْ فؤادي ضمَّهُ بصبابةٍ
فالحبُ يسري كالنسائمِ في دمي
حتى دموعي لا تفورُ بفرحةٍ
إلا بقربكَ يا دموع تكلمي
تلك الليالي من سناكَ توهجتْ
تزهو بأنوار الحبيبِ الملْهمِ
فلمَ الفراقُ وأنت قصدي والمنى
فالنأيُ عاثَ وزادَ آهَ تألمي
فالفجرُ من نأيِ المحبِّ مكدَّرٌ
يا شمسُ هاتي النورَ قربي يمِّمي
آسى الرحيلُ بكلِّ طيف عابرٍ
والقلبُ تاهَ بكلِّ ليلٍ أقتمِ
عانت لحاظي من غيابك لوعةً
فكسوتُها من كلِّ حُسْنٍ مفعمِ
فارفقْ بقلبٍ قد أتاك بلهفةٍ
واسرج حروفا من بيادرِ موسمي
ياسمين العابد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق