السبت، 18 يونيو 2022

بقلم الشاعر...د.يونس ريّا


ما عدتُ أدري كيفَ حبُّكِ أطبَقا!

و اجْتاحَ  قلبي .. فاسْتباحَ و أوْثَقا 


أوْغَلْتِ سهمَكِ في حَنايا  أضْلعي 

و رَميتِني   بِبهاءِ   حُسنِكِ  و النَّقَا


فثَملْتُ مِن خمرِ اللحاظِ و بسمةٍ

مِنْ   ثغرِكِ    الفتّانِ    لَمَّا    أبرقا 


و بِبَوحِ همسِكِ رقَّ جسمي و انْتشتْ

روحي   ،   و  قلبي    بالصّبابةِ   أشرقا 


قدّمتُ ما في حَوزتي لكِ طائعاً 

و دمُ الفؤادِ فِدى عيونِكِ أُهرِقا

……

عِنبُ  الدّوالي لمْ يكنْ ذا حيلةٍ 

مِن قبلِ أنْ يَحلو .. و أنْ يَتَعتَّقا


لكنّهُ    لَمّا   تباركَ   و اسْتوى !

بالسِّحرِ  فاضَ و  بالغرامِ  تألَّقا 


أودى بِعقلِ الصَّبِّ و اسْتولى على

أهلِ  الهوى  مِنْ  غيرِ  أن  يَترفّقَا !

.

و سُلافُ خمرتِهِ اسْتطارَ العاشقينَ-

-و لمْ   يَزلْ    مُتلهِّفاً    مُتشوِّقا


لِبلوغِ كلِّ مُرادهِ ؛ فَنراهُ سافرَ-

-بِالنُّهى   نحوَ   العلاءِ   مُحِلِّقَا


و امْتاحَ مِن بحرِ القصيدِ  و درِّهِ

(مُتفاعلنْ ) و مَضى إلينا مُغدِقَا


فتَهلّلَ  البدرُ الصّبوحُ  بَشاشةً

و الكونُ رَحَّبَ بالبيانِ و صفّقَا


و تَناثرَ الكَلِمُ  المُضمَّخُ  بالهوى

مِنْ ثغرِ  زهرِ الرّوضِ حينَ تَفتَّقَا


فَجَرى الحديثُ عنَِ ائتِلافٍ مُبرَمٍ

ما بينَ عطرٍ و القصيدِ المُسْتقَىٰ


مِن نبضِ بوحِ الحرفِ في شِعرٍ غَدا

وحْياً …  تَجلّى  … آسِراً  … مُترقرِقا

.

.

ذابَ  الغرامُ  و لمْ  تزلْ  ألطافُهُ

تَجتاحُ  مُهجةَ كلِّ مَنْ فيهِ ارْتقىٰ


و القلبُ  ما زالَ   الحنينُ   يَلفُّهُ

و لَكَمْ يَتوقُ  إلى ربوعِ المُلتقى !

.

قالوا : الغرامُ  بلا وصالٍ  قاتلٌ !

تبّاً   لِمنْ  ! بينَ   الأحبّةِ    فَرَّقا 

.

لا لَستُ أنفخُ في طواحينِ الهوى

أو  أسْتَثيرُ   عواطفاً … مُتَملِّقا ..!


أو جئتُ أعذلُ مَنْ أساءَ و مَنْ طَغى 

مُتَهكِّماً   ،  مُسْتهزِئاً  ، مُتَشدِّقا  .. !


لكنَّ  لِيْ  هدفاً  وُجِدتُ   لأجلِهِ

أدعو السّماءَ لأنْ تَمنَّ و تُشفِقا 


يالَيتَ  يَرتدعُ   الأنامُ ، و يَرْعَوي

عَن غيِّهِ ، مَنْ كانَ سهمَاً  أطلقا 


مهما  السّنون  تَفنَّنتْ بِحصارِنا

لا بدّ يوماً  أنْ  تثوبَ .. فَتُعتِقا ! .

———————————————

د.يونس ريّا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق