ما عدتُ أدري كيفَ حبُّكِ أطبَقا!و اجْتاحَ قلبي .. فاسْتباحَ و أوْثَقا
أوْغَلْتِ سهمَكِ في حَنايا أضْلعي
و رَميتِني بِبهاءِ حُسنِكِ و النَّقَا
فثَملْتُ مِن خمرِ اللحاظِ و بسمةٍ
مِنْ ثغرِكِ الفتّانِ لَمَّا أبرقا
و بِبَوحِ همسِكِ رقَّ جسمي و انْتشتْ
روحي ، و قلبي بالصّبابةِ أشرقا
قدّمتُ ما في حَوزتي لكِ طائعاً
و دمُ الفؤادِ فِدى عيونِكِ أُهرِقا
……
عِنبُ الدّوالي لمْ يكنْ ذا حيلةٍ
مِن قبلِ أنْ يَحلو .. و أنْ يَتَعتَّقا
لكنّهُ لَمّا تباركَ و اسْتوى !
بالسِّحرِ فاضَ و بالغرامِ تألَّقا
أودى بِعقلِ الصَّبِّ و اسْتولى على
أهلِ الهوى مِنْ غيرِ أن يَترفّقَا !
.
و سُلافُ خمرتِهِ اسْتطارَ العاشقينَ-
-و لمْ يَزلْ مُتلهِّفاً مُتشوِّقا
لِبلوغِ كلِّ مُرادهِ ؛ فَنراهُ سافرَ-
-بِالنُّهى نحوَ العلاءِ مُحِلِّقَا
و امْتاحَ مِن بحرِ القصيدِ و درِّهِ
(مُتفاعلنْ ) و مَضى إلينا مُغدِقَا
فتَهلّلَ البدرُ الصّبوحُ بَشاشةً
و الكونُ رَحَّبَ بالبيانِ و صفّقَا
و تَناثرَ الكَلِمُ المُضمَّخُ بالهوى
مِنْ ثغرِ زهرِ الرّوضِ حينَ تَفتَّقَا
فَجَرى الحديثُ عنَِ ائتِلافٍ مُبرَمٍ
ما بينَ عطرٍ و القصيدِ المُسْتقَىٰ
مِن نبضِ بوحِ الحرفِ في شِعرٍ غَدا
وحْياً … تَجلّى … آسِراً … مُترقرِقا
.
.
ذابَ الغرامُ و لمْ تزلْ ألطافُهُ
تَجتاحُ مُهجةَ كلِّ مَنْ فيهِ ارْتقىٰ
و القلبُ ما زالَ الحنينُ يَلفُّهُ
و لَكَمْ يَتوقُ إلى ربوعِ المُلتقى !
.
قالوا : الغرامُ بلا وصالٍ قاتلٌ !
تبّاً لِمنْ ! بينَ الأحبّةِ فَرَّقا
.
لا لَستُ أنفخُ في طواحينِ الهوى
أو أسْتَثيرُ عواطفاً … مُتَملِّقا ..!
أو جئتُ أعذلُ مَنْ أساءَ و مَنْ طَغى
مُتَهكِّماً ، مُسْتهزِئاً ، مُتَشدِّقا .. !
لكنَّ لِيْ هدفاً وُجِدتُ لأجلِهِ
أدعو السّماءَ لأنْ تَمنَّ و تُشفِقا
يالَيتَ يَرتدعُ الأنامُ ، و يَرْعَوي
عَن غيِّهِ ، مَنْ كانَ سهمَاً أطلقا
مهما السّنون تَفنَّنتْ بِحصارِنا
لا بدّ يوماً أنْ تثوبَ .. فَتُعتِقا ! .
———————————————
د.يونس ريّا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق