ما لِلحقيقةِ أفْلَتتْ مِنْ قبضتي ؟و مَضى سَناها في الفضاءِ و غابَا
و تَباعدَتْ حَتّى تَوارى طيفُها
فغَدتْ حياتي قَفرةً و يَبابا
لَكنَّ ما تَركتْهُ مِنْ أثرٍ نَما
في راحتِيْ ، قَد زادني إعجابا
لَاحقْتُها ، ناديتُها ، لَكنّني...!
لمْ ألقَ أوْ أسمعْ صدىً و جوابا
و قَضيتُ عُمري بِانتظارِ رجوعِها
أنْفقتُ زهرةَ ضِفّتيهِ عذابا
و بقيتُ أجترُّ المرارةَ و الضّنى
و القلبُ يَشكو لوعةً و مُصابا
أبْكي و أندبُ مِن أسايَ بِحرقةٍ
مُتمنِّياً أنْ لا تُطيلَ غِيابا
غنّيتُ حتّى يطلعَ الفجرُ البهِيْ
مِنْ جحرِ وهمٍ تاهَ فيهِ و ذابَا
فالنّورُ ظِلُّ حقيقتي المُثلى التي
بِغيابِها ماعادَ عيشيَ طابا ..!
و فراقُها غَطّى على كلِّ الجمالِ-
-و لمْ يَزلْ ..! يَسْتَنزفُ الأعصابا
فالعيشُ مِن غيرِ الحقيقةِ باهتٌ
و العمرُ أضْحى مُبهماً و سَرابا
و الشّوقُ يَهتفُ لِلوصالِ بِلهفةٍ
فَعَسى يُعيدُ إلى الفؤادِ شَبابا !
——————————————
د.يونس ريّا …
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق