أضنيتني يا دهرُ*
الدهرُ لا يُروى ولا هوَ يشبعُ
يَضَعُ النبيلَ وكلَّ وغدٍ يرفعُ
ويريكَ من غصصِ الخطوبِ عجائباً
لتضجَّ بالصدرِ الرحيبِ الأضلعُ
كمْ عثرةٍ حفرَ الزمانُ ترابَها
وبكلِّ خُبثٍ للأكارمِ يدفعُ
أشقى كرامَ الناسِ في غمراتهِ
وبسُمِّ أنيابِ الأراقمِ ينقعُ
فإذا أرادَ الدهرُ يرفعَ واطياً
يضفي عليهِ محاسناً ويبرقعُ
أو شاءَ إذلالَ الكرامِ تجمّعتْ
فيهِ البلايا كالجيوشِ تُجمّعُ
يا دهرُ كمْ عانيتُ منكَ مرارةً
ولَكمْ جَرتْ مِن سَيفِ بطشِكَ أدمعُ
أضنيتني يا دهرُ عُمراً هالني
بينَ القبورِ مُشيِّعٌ ومُشيَّعُ
باكٍ ينوحُ جوىً لفقدِ أحبّةٍ
وأراملٌ تبكي وقلبٌ مُوجعُ
وأراكَ يا دهري كأنّكَ شامتٌ
مُلِئتْ وغصّتْ في أذاكَ البلقعُ
طالب الفريجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق