عندما يثملُ القمرُمن الطويل .. و القافية من المتدارك
أفي كلِّ أيـــــكٍ في الربى لك منزلُ
وفي كــل روضٍ راحـــلاً تتـنـقــــلُ
وفي كل دوحٍ طائــرٌ أنت صـــــادحٌ
يغنّــي و يشـدو للهــــوى ...ويرتّـلُ
وقد هيـَّـأت عشــاً لــه كلُّ أيكــــةٍ
ليشـــربَ من نبعِ الجنـــــانِ و ينهلُ
كأنـك حتى ما عرفت جوى الهوى
فما لك تستجـــدي .. و مالكَ تسألُ
ولكـــنْ تجافي الحــلمُ عنــك كأنما
رأيــتُك عن حرِّ المعانـــــاة تغفلُ
حنانَيْك مهلا .. ليت تدري الذي به
كأنــك لـــم تــــدرِ الذي كنتَ تسألُ
ولكنــما الشــــــوقُ القديمُ إذا طـغى
أضـــاعَ فؤادًا في الهوى كان يُعوِلُ
ليــــــالٍ بها كم أثقلَ الحبُّ كاهـــلا
وأضنى فـــؤاداً طالما هدَّ مِعْـــوَلُ
جنانٌ من الأشجانِ والودّ أزهرت
وأينـعَ حبٌّ صارَ في القلبِ يرفُـلُ
جرى الحبُّ يَسقي عاصف الشوقِ جدولاً
وفي مهجتَينا يزرعُ الوجدَ جدولُ
يغــرِّد فيها الطيرُ في كل سرحةٍ
ويصدحُ في أدواحها الصبحَ بلبلُ
فضـجَّ به الشــوقُ القديمُ كأنـما
أضـاءَ له في سامقِ النجمِ منزلُ
بليلٍ .. تولَّتْ رسمَـه كلُّ نجمـةٍ
أناخَ علينا من دجى الليــلِ كلكلُ
غريقيـنِ بتْنا في غياهـيب لُجَّةٍ
على مركـبِ الأشواقِ نطفو وننزلُ
وسالَ معيـنُ الروحِ سلسالَ دافقًا
وأجـرى ينابيعًا من الدمعِ قسطلُ
وظلت ترانـيمُ الهــــوى مسـتعرَّةً
فما ان أتانا من دجى الليلِ جحفـلُ
أزلنا غبــارَ الوجدِ عنا وأسرِجَتْ
عـذارى الهوى دون القلوبِ تـنقّلُ
كـأنَّ لقانا .. أجفـل الريحَ خطـوُه
فهبت رياحُ الوجدِ تمضي..وتقبلُ
ســما حلمُنا يبغي النجومَ منازلا
فطاب على اطلالةِ الكـونِ منزلُ
وحيـن دعانا للهوى بعضُ شوقِنا
رسمـنا حدودَ الشوقِ نارًا تشعَّلُ
وقمنا سريعاً يسرِقُ الدربَ سيرُنا
إلى هاتـفٍ في القلبِ يدعو فننزلُ
ولمـا عـلتْ أكبادُنـا مدرجَ الهـوى
تبـدّى لنا في حِندسِ الليـلِ مِشعلُ
تلاقتْ بـه الأكبـادُ ســكرى ثمالةً
تتـوقُ إلـى لقيا.. بها الوجدُ يـقبلُ
وسـالت كؤوسُ الشوقِ خمراً كأنما
عذارى الهوى تمضي بكاسٍ وتقبُل
ومالـتْ بنا نحـوَ الغروبِ جحافــلٌ
مصابيحُ نــــــاداها الغروبُ فتأفُلُ
هجـرنا - سـوى أرواحِنا - كلَّ لذةٍ
وأرواحنـا في نشوة الحب فيصلُ
وأطـلق قلبانـا العنـــانَ لوجـدِنــــا
إلى حيث سارت في هوى الروحِ أرجلُ
تساقى كلانا خمـرةَ الوصلِ لانعي
إذا النجمُ مخمورٌ ..أم البــدرٌ يثملُ
كلانا رهينُ الوجدِ والشوقِ والجوى
فأغوى هـــوانا في العيـــونِ التأملُ
تنسّـــم منا الفجـرُ أنسامَ زهــرِنا
وأصبحَ يزهـو في هـوانا ويحفـلُ
وغنت لنا أدواحُــــــهُ ثم أحـدقتْ
بنا الطيرُ تشدو للهـوى ..و تهللُ
يسامـرُنــا بـدرٌ يغازلُ نجـمـــــة
وباتــتْ بنــا سمــارُنا تتــغزّل
وألقـت اليـنا نظـرةً ثـم لـوّحـت
تحيــي لقانا.. كيفما الحـبُّ يأملُ
كأنا وقد ألقى لنا الروضُ رحلَنا
تمنـَّـى علينا أن يـدومَ التغــــزلُ
وغازلنا ريحُ الصباحِ و داعبت
جفونَ الدجى وجدا وصحصح أيّلُ
وضاقـتْ سريعاً فسـحةُ الليـلِ بعدما
طغى الوقتُ يجري مسرعًا يتعجلُ
عدونا وقد أغرى بنا الصبحُ ظالمًا
بناتِ الضـحى جهرًا فحانَ الترحّلُ
فـإن كان في أرواحنا مـا نـــؤمل
ولكنـــمــا الآمـال .. أمر مؤجـلُ
فقمنا و غادرْنا الريـاضَ و قلبُـنا
يـتوقُ الى اللقيا جديدًا.. و يأملُ
ولكنْما قــد مــزّق الحـلـمُ ثوبَــه
فمن طبعها الأحـلامِ أن ليس تكملُ
****
خالد ع . خبازة
اللاذقية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق