طائر الشوق
على جناحِ حنيني طار من أفقي
طيرٌ يسبِّحُ للرحمن بالعشِقِ
اسراهُ قلبي وحبل الشوق متَّصلٌ
يكاد ينشلُ روحَ الصبِّ من غرقِ
يسري بها من شقوق الارض قاطبة
إلى رياضٍ من الأزهار والحبقِ
فيها البلابلُ في شدوٍ مغردة
فوق الزهورِ على إطلالة الشفقِ
في حضرة الوردِ ذي روحي محلقةٌ
مع نسمةٍ أقبلتْ في باقةِ الألقِ
ضاعَتْ من العطرِ في الآفاق ما حَمَلت
حتى انتَشتْ روحُ ذي البيداءِ من عَبَقِ
ألقاكَ في جنةٍ غنَّاءَ ياخَلَدي
تؤمِّلُ النفسَ أحلاماً ولم تفقِ
لتُهديَ القلبَ مَن ترجو محبَّته
تاللهِ لولاه ماءَ الوجهِ لم أُرِقِ
وهِمتُ فيه وسهمُ العشقِ يصرعني
فأزفر الشوقَ من أنفاسِ محترق
سكرتُ بالخمرِ من كأسٍ معتقةٍ
وداخَ مَن قطّ طعم الخمر لم يَذق
كم يُشبعُ المرءَ زادٌ ليس يأكله
لما قَرى الضيف من لحمٍ ومن مَرَقِ
أشجى فؤاداً من التحنان منفطراً
وهامت الروحُ في الأسحار والغسق
والعقل ساح كثلجٍ بات ليلته
وذاب حتى الذي في حافة الطرق
رأيتُ ربي بآفاقٍ له سجدت
وخَلْقِ آياته بالقلبِ لا الحدق
أحرّر الروح من اسرٍ فتعتقني
إلا إلى الله إني غير منعتقِ
عبداً أعيش إلى المحبوب أكْبِرُه
ألحُّ في ذكره بالقلب والنطق
من يحرق الحب - في الخلاق- مهجته
إن يُرمَ بالصخرة الصمَّاءِ تنفلقِ
محمد عايد الخالدي /الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق