الهدمُ بغيٌ----------
ما أسوأ القانونَ طعمًا مالحا
سَلَبَ العدالةَ قد أذلَّ الكادحا
وهو المُفرّقُ والمميّزُ عنصرًا
ولغايةٍ في النفسِ يُمسى جانحا
بئسَ العقولُ تؤولُ شرعًا ظالمًا
عصفًا يثورُ يهبُّ بردًا لافحا
بالعدلِ نادى في هتافِ خديعةٍ
ليمارسَ الهدمَ اللئيمَ الفادحا
الصوتُ يعقوبُ البريءُ بِطبعِهِ
يُخفي يدًا تمتدُّ سهمًا جارحا
تَبّتْ مرامي من يُطيحُ بمسكنٍ
والطفلَ يرسلُ للفيافي نازحا
حيًّا يُزيلُ من الوجودِ بساعةٍ
ويَظلُّ كبشًا مستفزًّا ناطحا
بئسَ المُطبّقُ مكْرَهُ بتَعّمُّدٍ
مستثنيًا ذا حظوةٍ ومسامِحا
يُبقي رثيثَ الثوبِ جائعَ لقمةٍ
مترنّحًا تحتَ السلاسلِ رازحا
لا سقفَ يحمي حلمَ جيلٍ ناشئٍ
يا موطئَ المظلومِ يوهنُ كاسحا
بالروحِ يخلدُ ظامئٌ متضوّرٌ
حُرِمَ الظلالَ فظلَّ عبدًا صالحا
بالقرِّ يحيا في ظلامٍ دامسٍ
بالحرِّ يصمدُ غاديًا أو رائحا
ما أسوأ القانونَ سَنَّتْ كثرةٌ
إن لم يكن مستوعِبًا ومُصالحا
يا غالبيةَ حاكمٍ مستنسرٍ
للغيرِ حقٌّ لا تُبيدي النائحا
قد ناحَ غيرٌ في زمانٍ غابرٍ
في أرضِ قهرٍ كانَ فيها الضابحا
البيتُ طُهرٌ باتَ خطًّا أحمرًا
والهدْمُ بغيٌ فاقَ ثورًا جامحا
الله يسطرُ في السماءِ خطيئةً
ونزاهةُ الباغي تؤازرُ كاشحا
بالحرفِ أبْنى بيتَ شِعْرٍ خافقًا
بالحبِّ أرْفعُ بيتَ شَعْرٍ صادحا
حسين جبارة كانون ثان 2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق