-----------------( من أينَ جئتِ )----------------
من أينَ جئتِ ألا مجيئكُ يثلجُ ؟
ألقٌ على شفةِ الهوى يتأرّجُ
ألقٌ كأحلامِ الزّهورِ إذا غفتْ
يفتنُّ في ألوانها ويدبّجُ
ويهدهدُ الغصنَ الجديبَ فينتشي
ويعودُ ذابلهُ نديّاً يبهجُ
فإذا أشرتِ ترفُّ أجنحةُ المنى
وإذا سكتِّ فإنّ قلبي يخلجُ
وإذا نطقتِ فكلُّ لفظٍ همسةٌ
تنسابُ في القلبِ الكليمِ فيثلجُ
وتذوّبينَ النورَ في العطرِ الذي
فتنَ الرّياضَ فأقبلت تتبرّجُ
فإذا بسحركِ هزّ أكنافَ الرّبا
والطّيرُ ترتجزُ اللّحونَ وتهزجُ
أمّا أنا جثمَ الأسى في ساحتي !!
ومضى وخلّفَ حسرةً تتأجّجُ
أتراهُ إذ سُكبَ الغرامُ بمهجتي
جعل اللّظى بدمي يذوبُ ويُمزجُ
فأحسّهُ ألماً يقضُّ مضاجعي
مهما شكوتُ فليسَ ثمّةَ مخرجُ
وعصرتُ من قلبي الرّحيقَ فكان لي
نجوايَ أنغاماً بحبّكِ تلهجُ
وطويتُ عمري في غلائلَ جمّةً
وكأنّ روحي صبوةً تتهدّجُ
ويخفُّ بي وجدي إليكِ وفي دمي
نبضٌ أصوغُ به الحروفَ وأنسجُ
وتضيئُ أحلامي وتزدهرُ الرّؤى
وأعيشُ وهماً بالمنى يتتوّجُ
فيثورُ صدري آهةً مكتومةً
خرساءَ إلّا أنها تتوهّجُ
ولها أنينٌ صاح رغمَ تجلّدي
وبرغمِ أنّي للتجلّدِ أحوجُ
من أين جئتِ وكيف نبّهَ خاطري ؟
ألمٌ يثيرُ كوامني ويهيّجُ
واللهِ ماخفقَ الفؤادُ لغيركم
كُرتي تطيرُ ونحوكم تتدحرجُ
فأنا المتيّمُ في جمالِ عيونكم
زرقاءَ تبدو ثمّ شعراً أدعجُ
ماحيلتي والحبُّ أرّقَ مُهجتي ؟
في الليلةِ الظلماءِ حولي يسرجُ
وتركتُ أهلي واتّبعتُ لك الخطا
أنتِ الطّريقُ لحبّنا والمنهجُ
------------------------------------------------------
شعر : حسين المحمد / سورية / حماة /
محردة ------- // جريجس // ١٣/٧/٢٠٢٢
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق