بانت سعاد
بانت سعادُ فبابُ الوصلِ مقفولُ
وفارقَت مبتلىً بالعشق ِ مقتولُ
وما تبدّت بداري ساعةً أبداً
إلا كطيفٍ جلاهُ العرضُ والطول ُ
ولا تنشّقتُ عطراً من تبسّمِها
ولا تذوقتُ طعماً وهو معسولُ
لكنني عاشقٌ يبدي لواعجَهُ
ومن يثيرُ لهيبَ الشوقِ مسؤولُ
هيهاتَ يَسعَدُ من يهوى إذا اضطرمَت
نيرانُهُ فتولّى وهو مغلولُ
وما سعادُ بمن يرضى مشاغَلتي
عن الرسولِ و قلبي فيهِ مشغولُ
وما محمّدُ إلا الشمسَ طالعةً
فالنورُ منها وهذا الحسنُ تكميل ُ
في أرضِ مكةَ حلَّت غيرَ آثمةٍ
فاستُفتحَت أبوابُها واستبصرَ الفيلُ
يمشي فتعرفُهُ الأحجار ُ قاطبةً
تلقي السلامَ عليهِ وهو مذهولُ
أخلاقُهُ شمخت في كلِّ ناحيةٍ
والخلقُ يشهدُ أنَّ الفرعَ موصولُ
سبحانَ ربي كريمٌ صادقٌ أبداً
في كلِّ أمرٍ لهُ حكمٌ وتأصيلُ
وحبُّهُ دين ُ من يرجو الوصولَ إلى
بابِ الإلهِ، وفي التحقيقِ تنويل ُ
يعطي ويعطي كأنَّ الغيبَ مخزنُهُ
وكلُّ خيرٍ لدى المختارِ مبذولُ
يا رحمةَ اللهِ للأكوانِ قد نزلت
وذاكَ في محكمِ القرآنِ تنزيلُ
بنيتَ أمةَ صدقٍ أُخرجَت ألقاً
وذكرُها في كتابِ اللهِ ترتيلُ
حتى إذا قامتِ الأمواتُ قاطبةً
شفعتَ فيها فأنتَ اليومَ مقبولُ
أنتَ النجاةُ وأنتَ الغنمُ في سعة ّ
و نفيُ ذلكَ إشراكٌ وتعطيلُ
ما نالَ خصمُك َ إلا الذلَّ مجتمعاً
إن الذي حاددَ المختار َ معلولُ
تمشي فتمشي لكَ الأكوانُ عاشقة ً
ترجو رضاكَ فأنتَ السيدُ القيلُ
إني أحبُّكَ والأشعارُ شاهدة ٌ
والحبُّ كالشمسِ هل للحبِّ تأويلُ؟
من غيرِ وصلِكَ لا دنيا ستسعدني
ولا يَسر ُّ بها ذكرٌ وتهليلُ
أنتَ الوحيدُ الذي أحيا بسنتِهِ
نورٌ يشعُْ ولا يؤذيهِ تضليلُ
أنتَ الذي في جميعِ الخطبِ مُلتجَأٌ
يأتي بفضلكِ تيسيرٌ وتسهيلُ
يا سيدي ويداكَ اليومَ تغمرني
هل باتَ يصلحُ لي لمسٌ و تقبيلُ
د فواز عبدالرحمن البشير
سوريا
٩-٨-٢٠٢٢
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق