نديمٌ لكأْسِ الحُزْن..... بقلم سهام بعيطيش أم عبد الرحيم
اللّيْلُ مُعْتكِفٌ والبَدْرُ مُنْفرِدُ
لمْ يُغْرِهِ في سماءِ المُلْتقى أَحَدُ
النَّجْمُ يَرْقُدُ في أَحْضانِ موْطِنِهِ
أُفَتِّشُ الآنَ عنْ نَفْسي ولا أَجِدُ
إنّي نديمٌ لِكأْسِ الحُزْنِ أَرْشُفُهُ
والنّارُ في كَبِدي، تَخْبو وتَتَّقِدُ
أمِّي وهلْ تَرْقُدُ الأحْزانُ مِنْ وَجَعٍ
قَلْبي خِيامٌ تَهاوَتْ ما بها عَمَدُ
قدْ خانَني الدَّمْعُ، عيني الآنَ صائِمةٌ
وخانَني الصَّبْرُ لمّا فاضَ والجَلَدُ
تبكي القصائِدُ أُمّي حينَ أذْكُرُها
مَنْ مِثْلُها في الدُّنا قَلّوا وإنْ وُجِدوا
أمّي نَخيلٌ على شُطآنِ قافِيَتي
أُمّي وإنْ سَكَنَتْ تَحْتَ الثّرى مَدَدُ
أمّي ضِماد لجُرجٍ غيْرِ مُلْتَئِم
أُمّي، وفي حُرْقتِي، الثَّلْجُ والبَرَدُ
أُمّي الشِّراعُ الذي، تَزْهو بِهِ سُفُني
أقْوى بها إنْ عَتَتْ ريحٌ وأَسْتَنِدُ
أمّي نَدَى البَوْحِ أنْسامٌ على شَفَتي
تُعانِقُ الزَّهْرَ في رَوْضي فَنتَّحِدُ
أُمِّي وإنْ جَفَّ شِعْري، شُفْتُها نَهَرًا
أَسْقَيْتُني ماءهُ عَذْبًا فأَبْتَرِدُ
كَمْ غَرَّبَتْني رياحُ البُعْدِ ، كم سنةً
والرّوح إن شردتْ يَشْتاقُها الجسدُ
قالوا كَأَنَكِ في الأحْزانِ مَلْحَمَةٌ
كأَنّكِ اليَأْسُ _ يا ويْلاهُ _ والنّكَدُ
هَلْ يَعْلمُ الجَمْعُ أنَّ الكَأْسَ مُمْتَلئٌ
أَمْشي الهُوَيْنى على جَمْري وأتَّئِدُ
سهام بعيطيش أم عبد الرحيم
2022 / 09 / 23
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق