عطايا الكاهن الأعلى
كلّ الجوانبِ في المعاركِ قاتمَةْ
إلا الحقيقةَ في لُظاها عاتمَةْ
يطهو لُظاها الجائعينَ
ليُطعمَ التّجارَ
والوالي البدينِ وخادمَهْ
والكاهنُ الأعلى ينامُ مبارِكًا
بجماجمِ القتلى بأيدٍ ناعمةْ
ويسيلُ من هولِ الدماءِ لُعابهُ
ويقيمُ في المبغى طقوسًا عارمةْ
لاقى الضحايا مُشوَّشًا
ولباسهُ التّقوى
يبثّ نفاقهُ وطلاسمَهْ
يبدو سعيدًا أن يراهم صُرّعًا
ويرى سماءَ الموتِ فيهم غائمةْ
والواعظُ المشؤومُ يسكرُ بكرةً
ليُذيعَ في ليلِ الهلاكِ مآتمَهْ
هوَ يوهمُ الفقراءَ إذ يروي لهم
ورَعَ الولاةِ بمدخلٍ وبخاتمةْ
ناموا على عاهاتِ واعظهم بلا
خبزٍ وسيقوا للحروبِ الغاشمةْ
وعلى رصيفِ الانتظارِ قوافلُ الجوعى
وكثبانِ الأراملِ واجمةَ
تبّاُ لمن يتداولونَ الحربَ كي
تبقى المدائنُ في دماها عائمَةْ
يتسامرونَ مع العدوّ
ليرسموا
خططَ المعاركِ في رؤًى متلائمَةْ
يتجاهلونَ مواكبَ الموتِ الذي
خفّتْ خطاهُ وأصبحتْ متزاحمَةْ
طمسوا الحقائقَ بالرصاصِ وجمّلوا
الوالي
ليفشي في الظّلامِ كواتمَه
للِه تشكو الأمهاتُ القاتلَ الأعمى
وتشكو في
الحساب شراذمَهْ
فسيهلكُ اللهُ الطغاةَ بجرمهمْ
ودمُ الضحايا لنْ يسامحَ ظالمَهْ
خيري البديري/ العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق