شدّت حقيبتها السوداء و انهمرتغيثاً شريداً تخطّى الزهر و الشجرَ
أين الهطول..لغيثٍ ضلّ مسكبَه..؟!
أين الأفولُ لبدرٍ أنكر السهرَ؟!
ماذا حوت؟! كلُّ شيءٍ قد غلا ثمناً..!
شيءٌ خفيفٌ يفوق التبرَ و الدررَ..!
و كيف ندري؟! و قد زمّت حوائجها
بسرعة البرق..تخشى العينَ و النظرَ..!
هل كُحلةٌ؟ ولمَن؟! إذ ضاع عاشقها
في لجّة البحر يقاسي الموجَ و الخطرَ..!
أم صورةٌ لأبٍ لاقى منيّتَه..
أم خصلةٌ من بياضٍ ودّع الطُّررَ؟!
لعلّها خفنةٌ من تُربةٍ عطشتْ
فودّعتْ قبلاتِ الغيم و المطرَ
أم غلّفت بوشاح الحرص ما نسجت
من المناديل تخفي ما به سُتِرَا..؟!
أم دفترٌ ضمّ ذكرى ألهبت ألماً
أو فيضُ حسٍّ رهيفٍ ألهمَ الفكَرَ..!
فرشاة رسمٍ و ألوانٌ مُبعثَرةٌ
أو حرف بوحٍ حزينٍ أشعل الصورَ
لا شيء فيها سوى شوقٍ غدا جبلاً
أو حسرةٍ مُرّةٍ كانت لها كِسَرا..!
انظر إلى خطوها.. و الحزنُ أثقلها
كأنّما لُقِّمتْ في جوفها حجرا
ضاقت بها الحالُ.. في سهوها شردتْ
لحنٌ يتيمٌ أضاع العودَ و الوترَ..!
لعلّ دهراً أمات الحلمَ في غدها
يسقي ثراها فيمسي مُخصِباً عَطِرا
محمود أمين آغا
******************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق