الخميس، 15 سبتمبر 2022

شدّت حقيبتها.. بقلم الشاعر..محمود أمين آغا


شدّت حقيبتها السوداء و انهمرت

غيثاً شريداً تخطّى الزهر و الشجرَ


أين الهطول..لغيثٍ ضلّ  مسكبَه..؟!

أين الأفولُ لبدرٍ أنكر السهرَ؟!


ماذا حوت؟! كلُّ شيءٍ قد غلا ثمناً..!

شيءٌ خفيفٌ يفوق التبرَ و الدررَ..!


و كيف ندري؟! و قد زمّت حوائجها

بسرعة البرق..تخشى العينَ و النظرَ..! 


هل كُحلةٌ؟ ولمَن؟! إذ ضاع عاشقها

في لجّة البحر يقاسي الموجَ و الخطرَ..!


أم صورةٌ لأبٍ لاقى منيّتَه..

أم خصلةٌ من بياضٍ ودّع الطُّررَ؟!


لعلّها خفنةٌ من تُربةٍ عطشتْ

فودّعتْ قبلاتِ الغيم و المطرَ


أم غلّفت بوشاح الحرص ما نسجت

من المناديل تخفي ما به سُتِرَا..؟!


أم  دفترٌ ضمّ ذكرى ألهبت ألماً

أو فيضُ حسٍّ رهيفٍ ألهمَ الفكَرَ..!


فرشاة رسمٍ و ألوانٌ مُبعثَرةٌ

أو حرف بوحٍ حزينٍ أشعل الصورَ


لا شيء فيها سوى شوقٍ غدا جبلاً

أو حسرةٍ مُرّةٍ كانت لها كِسَرا..!


انظر إلى خطوها.. و الحزنُ أثقلها

كأنّما لُقِّمتْ في جوفها حجرا


ضاقت بها الحالُ.. في سهوها شردتْ

لحنٌ يتيمٌ أضاع العودَ و الوترَ..!


لعلّ دهراً أمات الحلمَ في غدها

يسقي ثراها فيمسي مُخصِباً عَطِرا


محمود أمين آغا

              ******************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق