* قصةٌ ستحكى*
لي قصةٌ تُحكى سيسمعُها الغدُ
سيبثُّها ليلٌ طويلُ سرمدُ
مازلتُ أنزحُ والهجيرُ وذا لظًى
وتقولُ لي رجلايَ هلّا تقعدُ
أدنو من اللحظاتِ أمسكُ ظلَّها
فإذا وطأتُ ترابَها أُستبعدُ
في الليلِ أنسجُ نجمةً وأحيكُها
فإذا تلألأ ضوؤها تصَّعَّدُ
أنا في الليالي صامتٌ لكنّني
صخبٌ وجوفي من صراخيَ يرعدُ
أنا قد سمعتُ حديثَها لمّا بدت
ظلماءَ يخرقُها الفناءُ الأسودُ
فصلي من المأساةِ أُخرجُ فلمَهُ
وعليه لي قبلَ النهايةِ مشهدُ
عرِّج على الملهاةِ واذكر بسمةً
من فيَّ لا أدري لماذا تطردُ
القِ على خدّي النحيلِ طراوةً
لم يبقَ إلا خديَ المتجعِّدُ
واصبب على تلكَ البشاشةِ رونقًا
علَّ البشاشةَ من ترابي تولدُ
أفقٌ بعيدٌ قد تعامدَ حزنُهُ
كالشمسِ ترسمُ ظلَّها وتحددُ
ألوي خماصي ثمَّ أنبذُ تخمتي
وأنا على هذي الفعالةِ أحسدُ
متقلِّصٌ جسدي فكيفَ تلومُهُ
يا دهرُ ما باتت قوايَ تمددُ
ودخلتُ محرابَ الجراحِ مضمخًا
فغدا عليَّ من المواجعِ مسجدُ
حطبٌ على بيتِ السرورِ وبهجةٍ
ظلّت بابسطِ بسمةٍ تتوقّدُ
جرحٌ بوسطِ القلبِ يسجنُ نبضتي
إذ كيف لو تدري تضمِّدُهُ اليدُ
وزرعتُ في سفحِ الطموحِ عزيمةً
عطشى فيرويها الزمانُ الأجردُ
لي فيك يازمني عليكَ حكايةٌ
ليلي على سوءِ الصنيعِ سيشهدُ
فلأنتَ أقربُ للشقاءِ وشدّةٍ
ولأنتَ من رغدِ المعيشةِ أبعدُ
عودتُ نفسي أن تجودَ بنفسِها
هل أنتَ مني يازمانُ الأجودُ
وصّيتُ من بعدي بنيَّ وصيةً
زيدوا الفضائلَ والمكارمَ أو لدوا
ودعوا المثالبَ والفجورَ وطخيةً
عمياءَ ينبذُها اللبيبُ الأرشدُ
إياكمُ استصحابُ صاحبَ جنحةٍ
فهو الذي يزري الأمورَ ويفسدُ
وتمسّكوا بالصالحاتِ جميعِها
فأنا أورّثُها لكم كي تهتدوا
درَّبتُكم رميَ السهامِ بحرفةٍ
سهمَ الأطايبِ يا بني فسدِّدوا
حلمي الصغيرُ تناثرت اشلاؤهُ
فبأي ذنبٍ يا صغيريَ توأدُ
متخضبٌ بدمِ الوفاءِ كأنَّهُ
بطلٌ تقدَّمَ في الوغى يستشهدُ
بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق