(لـغـة الـحـضــارة)ـ بـمـنـاسـبـة الـيـوم الـعـالـمـي لـلُّـغـةِ الـعـربـيَّـة ـ
لُـغــةَ الـحــضــــارةِ فــي مَـــدى الأزمـــــانِ
أشـــرَقْــتِ مــثــلَ الـشَّــمــسِ فــي الأكــوانِ
وطـلـعــتِ كـالـصُّــبـحِ الــبـهـيِّ مــســارعًـا
يـــنـســابُ مِــنــه الـــنُّــــورُ لـــــلأذهــــانِ
وشَــــذوْتِ كــالأزهــــارِ فــي أفـــنـــانِــهــا
تـــزهــو بــتــــطــريـــزٍ مــــن الألْــــــوانِ
وغــدَوْتِ فــي دنـــيـا الــمــفــاتــنِ غــــادةً
تـغــــزو الـقـلـوبَ بـطـرْفِـهـا الــوَســـنــانِ
فـســبــيْــتِ بــالألــفـاظ أفـــئــدةَ الـــورى
تـهَـب الـمـعـاني الــسِّـحـر فـي الـتّـبــيــانِ
وأعَـرتِ أطــيــارَ الــرِّيــاضِ لُـحـونَــهــا
فــشـــدَتْ بــمَـــوْفــورٍ مــن الألْـــحــــانِ
وشــأوْتِ في دنـيـا الـمـعـارفِ والـنُّـهــى
مــا كـــان غــيْـــرُكِ فــارسَ الــمَــيْــدانِ
قــدَّمــتِ لـلإنـسـانِ نُــســغَ سُــمـــوقِــــهِ
وحــبَــوْتِـهِ عـــبَـــــقًــا مـن الــرَّيْــحــانِ
وغـذوْتِـهِ بـالـــشَّـهــدِ يَـسـري سـائِــغًــا
فـامـــتـــار مــــنـه حــــلاوة الإيــمــانِ
وكـسَـوْتِــهِ ثــوْبَ الـفــخــــار مـطــاولًا
شُــهُــبَ الـسَّــمــاءِ بجَـــرسِــكِ الـرنَّـانِ
قـد كــنــتِ لــلإبــداعِ سِــرَّ نـجِــاحــــهِ
لــمَّـا انــــتـشـى بـبــيــانِــكِ الــفـــتَّـــانِ
تــتــنـاغـم الـصُّوَرُ الجـمـيـلـةُ مِـثـلَـمـا
تــتــــنـاغــمُ الأمــواجُ فـي الــشُّــطـآنِ
لـــوْلاكِ مــا عــرَف الــتَّـقــدُّمَ عــالَـمٌ
قـد كـان يــرجــو رشــفـة الــظَّــمــآنِ
لـــولاكِ مـا رُفِــعَـــتْ لـقـــوْمٍ رايـــةٌ
ولـجـوا الـسِّـبـاقَ بـعـزمـةِ الـفـرسـانِ
لـولاكِ مـا خُـطَّـتْ قــراطــيـــسٌ ولا
فُـتِـنـت بـسـحـرِ خـطوطِها الـعـيْـنـان
مـا كــنــتِ طـيْـفًـا عـابـرًا في لـيْـلـةٍ
أو صـاحـبًـا أفــضــى إلى الخِــذلان
بل أنتِ في فحوى الـقـلـوبِ شَغافُها
يـكـفـــيــكِ أنَّـــكِ سِــدرةُ الــقـــرآنِ
ولأنــتِ عــنــد الـمسلـمـيـن مفـاخرٌ
ومـآثــرٌ فــيــهـا هــدى الــرَّحــمـنِ
ولأنـتِ لـلإنـسـانِ جــوهَـرُ نُـبـــلِـهِ
مِـنـكِ اسـتـعـار مشاعـرَ الإنــسـانِ
ولسوْف يـبـقى لـلـعـروبةِ نـبـضُها
لـغـةٌ تـلَــذُّ سَــمـاعَــــهـا الأذنـــانِ
بوركـتِ يـا لُـغةَ الـمحـاسنِ بَـرزةً
فـيكِ الجـمالُ كـعِـقـدهـا الـمُـزدانِ
ما زلتِ في لُـبِّ الحصيـفِ لِسانَه
مـا عـاش إنـسـانٌ بـغــيْـرِ لِـسـانِ
إن كان يُـكـتَـبُ لـلُّـغـات فـنـاؤها
فـلَـكِ الخـلـودُ ورِفـعـةُ الـبُـنـيـانِ
محمد عصام علوش
18/12/2022م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق