زمنٌ نعيشُ العمرَ أخطارا..
قُمْ وامتشقْ للحقِّ بتّارا
واسرجْ جوادَكَ واطلبِ الثارا
طالتْ بنا الأعوامُ موجعةً
والعينُ تُجري الدمعَ مدرارا
والروحُ فيها النارُ موقَدةٌ
نارٌ تشبُّ فتُشعلَ النارا
والحالُ لا يٌخفى على أحدٍ
لكنّني سأكونُ مِهذارا
فأُعيدُ ما في القلبِ يؤلمني
أشقى الطبيبَ فصارَ عطّارا
الناسُ للدينارِ قبلَتُهمْ
عادوا بدينِ اللَّهِ كفّارا
والشامُ تقضي الليلَ مظلمةً
لمْ يُبقِ فيها الحقدُ أنوارا
والقدسُ من سبعينَ باكيةٌ
لتُزيدَنا ضَعفاً فإنكارا
صهيونُ تعبثُ في مرابعنا
فتذيقُنا لهوانِنا العارا
وسيوفنا الأغمادُ تصدِئُها
وشموخُنا قد صارَ آثارا
وشبابُنا في التيهِ منغمسٌ
وشيوخُنا تقتاتُ أكدارا..!
ونساؤنا الأهوالُ تفجِعُها
تُجري دموعَ العينِ أنهارا
وقرومُنا الأموالُ تُشغلُها
لمْ تحترمْ صحباً ولا جارا
العمرُ يجري مثلَ عاصفةٍ
صارتْ لطولِ الدربِ إعصارا
هيّا فذا الميدانُ مشرعةٌ
أبوابُهُ ويصيحُ يا ثارا
هيّا بني عدنان قد دفقت
لم تبقِ أبواباً وأسوارا
ما نامَ قومٌ عن حقوقِهِمُ
إلّا رأوا ذُلّاً وإنكارا..!
لمْ يبقَ ما في العمرُ مِن سِعةٍ
قد لا نرى في الدارِ ديّارا
فالموتُ كلَّ الناسِ يُدركها
يفنيهمُ طيباً وأشرارا
طالب الفريجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق