الأديبة د. تغريد طالب الأشبال………………
(جرح الفراق)
من ديوان(معتقل بلا قيود) ج١ص٧٢
…………………………
جرحُ الفِراقِ بلا نَزيفٍ ينزِفُ
وَيَنِزُّ من ألَمِ الحَنينِ وَ(يَرجِفُ)
لا مِن وِصـالٍ للفِراقِ لِيَـلتَئِمْ
لا مِن ضَمادٍ يَحتَويهِ ويُسعِفُ
لا مَنْ جَفاهُ على الفراقِ أعانَهُ
لا مَن يَلُمْهُ على أنينِهِ يُنصِفُ
لا الدهرُ يتركهُ لينسى جُرحَهُ
لا الجُرحُ يَبرَأُ أو يَرِقُّ وَيَلطِفُ
لا الذكرياتُ تَخِفُّ عنّهُ حينَما
ينسى ولا عَلمُ التَناسي يُرَفرِفُ
لايهجعَ القلبُ الكليمُ وجُرحَهُ
يأبى التشافيَ إنَّهُ مُستَهدَفُ
كَمْ صاحَ مِن ألَمٍ ولا مِن سامِعٍ
كَم سامِعٌ مغرورُ أو يستَنكِفُ
فَقدُ الأحبةِ والفراقُ يُزيدَهُ
ألَماً، ولَومَ الّلائِمينَ لَمُكلِفُ
فَقدُ العَزيزَينِ اللَّذينِ إذا دَنا
ألموتُ مِنَّهُما يقومُ ويهتِفُ:
(الوالدانُ هُما الحياةُ بأسرِها
وهُما بِفَقدِهِما الحياةُ سَتُنسَفُ
ويَحِطُّ بومُ البَينِ في أطلالِهِمْ
ولِحالِ بَيتِهِمُ الجَميعُ سيَأسفُ
وهُما اللذانَ إذا ما أقبلا
بمجئِ أيَّهُما الجِنانُ تُشَرَّفُ)
وإذا الأخُوَّةَ من بلاءٍ صابَها
شبحُ الفراقِ،فشمسهم قد تكسِفُ
أقمارُ نورَهُمُ تصيرُ كأيبةٌ
وتَئِنُّ مِن أعلى الفضاءِ وتخسِفُ
وَالوِلدُ إنْ نَزلَ الفِراقُ بساحِهِمْ
فالروحُ تُقتَلُ والدموعُ سَتُذرَفْ
وَسنونُ عُمرِهِمُ الجميلِ سَتنطَفِئ
والبيتُ يغدو للنواظِرِ مُقرِفُ
أما الحبيبُ إذا نَأى مُتَجافياً
لا شئَ يُرجِعَهُ وإنْ هوَ(يَحلِفُ)
هوَ ذا الفِراقُ إذا أحَلَّ بِرَحلِنا
جُرحاً عَميقاً دونَ دمٍّ يَرعَفُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق