الجاحد الأعمى المسكينهذه مشاركتي المتواضعة في السجال المقيّد،و قد صغْتُ فكرتي المنشودة في قالب قصصي بسيط توخّياً للتنوّع و السرد الطريف..أتمنّى أن تنال إعجاب الجميع:
_تمنّى ضياء العين و هْيَ ظلام
وضاق بتصوير السقام كلامُ
و قد دارت الأيام هوجى كليمةً
فأدمتْ له عيناً و طال سقامُ
فغام ضياء العين فيه فجاءةً
و غطّى على فجر الشروق قتامُ
و لكنّ فضلَ الله للعبد غامرٌ
و مُزْنُ الرجا للمُجدِبينَ رِهامُ
و كان لهذا العبد زوجٌ رئيفةٌ
شريك حياةٍ للخطوب سلامُ
فؤادٌ رؤومٌ بل فيوضٌ من السنا
حبالُ وفاءٍ للعهود ذمامُ
فكانت له بدراً منيراً و هالةً
وميضٌ له ملْءَ الزمان دوامُ
تراءتْ له الأكوانُ أزهى خميلةٍ
كأنّ الدُّنا روضُ الشذا و حَمامُ..!
وكانت ليُمناه العصا لانَ لمسُها..
و في وحشة الدرب العتيم رُكامُ
و في يده اليُسْرى عصاً يتّكي بها
هما دون هوجاء الرياح دِعامُ
و لبّى دعاءَ الزوج ربٌّ بليلةٍ
فعاد له وهْج الضيا و وئامُ
و بين تجلّي الكاف و النون بعدها
تجلّى به فجرٌ و زال غمامُ
فلم يرَ بُدّاً من حُطام عصيّه
و هاجَ عقوقُ النُّكر فيه و ذامُ
و هذي العصا كانت تشقّ مَجاهلاً..
و فوق رصيف العابرين زحامُ
و زاغَ عن الوجه الأليف لِحاظُه
و هام فؤادٌ دونها و هيامُ
تناسى يداً مُدّتْ و فيضَ أدمعٍ
و في الدمع آمالُ القلوب تُرامُ
فيا عجباً من زهو حقلٍ مُجانفٍ
لودق نعيمٍ جاد فيه رُغامُ..!
فيا أيّها الإنسان..ما لك جاحداً ؟!
تنام عن الحُسنى و قلبك جامُ..!
تعضّ يداً هلّت عليك سحائباً
و تفقأ عيناً في الوداد تنامُ
فمن لا يصنْ فضلاً لعبدٍ من الورى
فليس له ذكرٌ سما و مقامُ
و من لا يرَ المعروف عهداًيصونه
فأولى به موت الخنا و زؤامُ
و من يُنكرِ الإحسان سرّاً و جهرةً
فقد أنكر المولى..فحُمَّ ضرامُ
محمود أمين آغا..البحر الطويل
في ٢٠٢٣/٢/١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق